الفنانة شمس الكويتية: بين الواقع الفني والطموح الدعوي

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي
تُعرف الفنانة شمس الكويتية في الأوساط الفنية كصوت غنائي مميز أثرى الساحة بألبوماته وحفلاته التي طالما أسعدت جمهوره. هذا هو الواقع الذي ترسخ في أذهان الجميع، والذي يمثل مجال إبداعها الأساسي الذي برعت فيه واكتسبت من خلاله تقدير محبيها. حضورها على المسرح وفي أعمالها الغنائية هو ما يمثل هويتها الفنية الراسخة.
لكن ما قد يثير التساؤل هو التحول أو الرغبة في الظهور بمظهر “الداعية الدينية” وتفسير النصوص القرآنية. هنا ندخل عالم الخيال، أو بالأحرى الطموح الذي قد لا يتوافق مع الدور المعروف للفنانة. فالدعوة وتفسير القرآن الكريم علم شرعي دقيق له أصوله وقواعده، ويتطلب سنوات طويلة من الدراسة المتعمقة والتبحر في علوم الدين على يد أهل الاختصاص.
كل إنسان له مجال يتفوق فيه ويترك بصمته الخاصة به. الفنان يُعرف بفنه، والعالم بعلمه، والداعية بدعوته المبنية على أسس شرعية سليمة. الخلط بين هذه الأدوار دون امتلاك المؤهلات اللازمة قد يؤدي إلى فهم خاطئ أو تضليل، وهو ما يتعارض مع قدسية ومرجعية النصوص الدينية.
إن احترام التخصصات والحفاظ على مكانة كل منها هو أساس الفهم السليم والتقدم. الفنانة شمس الكويتية لها مكانتها الفنية التي لا يختلف عليها اثنان، والحفاظ على هذه المكانة يكمن في الاستمرار في العطاء الفني الذي يلامس وجدان جمهورها، وترك الشأن الديني لأهله المتخصصين الذين أفنوا حياتهم في دراسة علوم الدين.