المساحة المكانية للفرد وتأثيرها على الانتاجية

بقلم / شيخه آل عمار

في مقالة مطولة للكاتبة فيرجينا وولف – كتبتها عام ١٩٢٩، ناقشت بها أهمية المساحة المكانية للفرد وتأثيرها على الانتاجية.
تؤكد الكاتبة على أهمية امتلاك مساحة جسدية. وتحديدًا غرفة تخص المرء وحده حيث يمكن للأفراد كما تُصوِّر في مقالتها؛ اللجوء الى هذه المساحة لتوفير الخصوصية للإنتاجية بشكل عام و الانشطة الإبداعية بشكل خاص.
وفقًا لوولف، تكمن اهمية المساحة الجسدية وتأثيرها على المساحة الرمزية ( العقلية ) حيث يمكن للشخص استكشاف الأفكار بِحُرية. من دون المقاطعات المتواصلة أو القيود التي تفرضها القواعد الاجتماعية.

ولو قارنا مابين نظرية وولف و انفتاحية مساحات العمل في عصرنا الحالي، سنجد فجوة مُجبرين على ملئها.
ففي اواخر التسعينات من القرن الواحد والعشرون، تغيّر وجه المشهد الانتاجي و الابداعي في بيئات العمل.
و خلق ذلك بعض التحديات في بيئات العمل الحالية حيث يجد الأفراد صعوبة في العثور على المساحة اللازمة للتركيز العميق والتعبير الإبداعي.
وبطبيعة الحال لن نستطيع اجبار جميع المنظمات على تغيير كيفية توزيع المساحات او الغائها بشكل كامل،ولكن يمكننا عرض بعض الحلول البديلة مثل التي تعرضها شركات المكاتب الحديثة في تقديم عدة خيارات مصممة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للأفراد و المنظمات. من مساحات مخصصة (كبائن) عازلة للصوت وغرف الاجتماعات التي تمكّن الأفراد للحصول على ملاذهم الخاص للإبداع والعمل بتركيز.
قد تكون هذه الشركات التي تقدم هذه الحلول مناسبة لتعبئة الفجوة من دون تغيير توزيع المنظمات لهذه المساحات وإعادة تعريف الحدود الابداعية والإنتاجية في العصر الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى