المصليات المتنقلة والتشويه البصري

كتبه خالد بن محمد الفريجي

المملكة العربية السعودية اعتنت جدا بالمساجد وكل مايتعلق بها من توفير أئمة ومؤذنين وعقود نظافة وصيانة وخطباء على مستوى من الأداء وأصبحت مساجدنا ولله الحمد ذات جمال ونظافة وروحانية لا يمكن أن تجد نظيرا لها في بلاد العالم .
وهذا الاهتمام جعل أعظم مسجدين في العالم ( المسجد الحرام والمسجد النبوي ) مرآة صادقة لهذا الاهتمام ماجعل كل المسلمين من جميع دول العالم ينبهرون للغاية بتلك العناية الفائقة التي لم تأتي الا بتوفيق من الله ثم من الاهتمام الرائع جدا من قيادة هذه الامة .
-المال يرخص – من أجل العناية بتلك المساجد ولذلك تجد أن المساجد قد انتشرت بشكل مبهج في كل الأحياء والأزقة والشوارع والقرى والهجر وحتى محطات الوقود وعلى جوانب الطرق .
بل إنك تجد المصليات في مقرات الجهات الحكومية والشركات والمدارس والمطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية وفي كل بقعة من هذا الوطن المقدس .
إلا أن هناك ظاهرة بدأت بالنشوء منذ عدة سنوات في بعض البلكات السكنية التي تتوفر فيها مساجد يراها البعض أنها بعيدة رغم أنها لا تبعد عنهم الا بمسافات تصل الى أقل من 600مترا.
و رغم أن وزارة الشؤون الإسلامية والامانات جعلت هناك أماكن مخصصة لبناء المساجد في كل حي وحتى من قبل أن يتم انشاء ذلك الحي .
هذه الظاهرة ورغم كل ما تبذله وزارة الشؤون الإسلامية بدأت التغلغل في بعض الأحياء منطلقة من رغبة الناس في الخير وأداء الصلاة في مساجد قريبة جدا لهم ماجعل البعض منهم ينشئ تلك الكرافانات والصنادق ( الصفيح ) في بعض الشوارع ماسبب تشوه بصري وغياب الإشراف المباشر من الجهات المسؤولة عليها ، ناهيك عن عشوائية الإمامة والآذان والذي لايتم التقيد فيه بالوقت لعدم وجود مؤذنين مكلفين بذلك وهذا سبب فوضوية الآذان في غير الوقت مايربك الكثير من يصومون سواء في شهر رمضان أوتطوعا ناهيك عن عدم إطفاء مكبرات الصوت أثناء أداء الصلوات الجهرية .
تحديد القبلة أيضا هو ملاحظ بشكل ملفت اذ انه لايتم تحديده بشكل دقيق في تلك المصليات .
تمديدات الكهرباء عشوائية ويعمد في توصيل الطاقة الكهربائية من أحد الجيران عبر سلك يكون ممتدا في الشوارع ما ينذر بخطر تعرض المصلين والمشاة لخطر الصعق أو الحريق لأن تلك التمديدات لا تستطيع أن تتحمل الكم الكبير للطاقة اثناء تشغيل أجهزة التكييف والتي لا يتحملها سلك بسيط يصارع دهس السيارات له …كما أن التمديدات الكهربائية داخل تلك المصليات لا تتطابق مع معايير السلامة.
هذه الظاهرة هي صورة مشوهه لكل ما يتم بذله في العناية بالمساجد.
اعتقد أن هذه المصليات غير نظامية ومن أجل أن يتم معالجتها اقترح مايلي :
أن يتم تصنيع مصليات ذات جودة عالية وبكلفة مناسبة وسهلة النقل ويتم طرحها للمتبرعين وفق منصة مخصصة لذلك مع أهمية ان يتم تحديد أئمة ومؤذنين رسميين لها وهذا يخلق فرص عمل جيدة لشبابنا وبناتنا للعمل ويتم تحديد الأماكن وفق معايير تحددها وزارة الشؤون الإسلامية والتي ستكون حريصة على عدم اقامتها في الأملاك الخاصة كما هو الحال في تلك المصليات العشوائبة .
كما اقترح ان يتم طرح باقات تبرع لبناء المساجد والجوامع توضع في حساب خاص بالوزارة متى ما اكتمل المبلغ المستهدف ينم الانشاء وهذا سيسرع من عملية انشاء المساجد بوتيرة تسمح للجميع بالمساهمة في انشائها بدلا من هروب البعض من راغبي الخير الذين لا تتوفر لديهم المبالغ المطلوبة بسبب الكلفة العالية للإنشاء فتجدهم يهربون الى دول أخرى لأنشاء مساجد ذات مستقبل مجهول وربما يتعرضون للنصب والاحتيال .
حب الخير لا يعني ان ننشئ مصليات في أماكن غير مخصصه لها وبمواصفات غير جيده بل يجب ان يكون عمل الخير منضبطا بضوابط تسهم في تحقيق الأهداف منها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com