المنظمات الوهمية.. وضحك على الجميع

بقلم / عبدالعزيز عطية
في السنوات الأخيرة، برزت على الساحة العديد من المنظمات والمبادرات التي تتخذ من الشعارات الإنسانية غطاءً لأهدافٍ بعيدة كل البعد عن خدمة المجتمع. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح تأسيس منظمة أو مبادرة لا يتطلب أكثر من شعارٍ جذاب وحسابٍ في منصة إلكترونية، لتبدأ رحلة الوهم تحت مظلة “العمل التطوعي” أو “التمكين” أو “التنمية المستدامة”.
غير أن المتأمل بعمق يدرك أن بعض هذه الكيانات ما هي إلا منظمات وهمية، ترفع الشعارات وتُصدر البيانات وتوزّع شهادات المشاركة، دون أن تترك أثرًا حقيقيًا على الأرض. الهدف منها لا يتعدى تحقيق مكاسب شخصية أو بناء حضور إعلامي زائف على حساب الثقة العامة وروح التطوع الصادق.
المؤسف أن كثيرين انخدعوا ببريق هذه الكيانات، فشاركوا بحسن نية، وقدموا دعمًا وجهدًا في مشاريع لم تتجاوز حدود التصوير والنشر. وبهذا تحوّل العمل التطوعي من رسالة نبيلة إلى وسيلة للتسويق الشخصي والظهور الاجتماعي.
العمل المؤسسي الحقيقي لا يقاس بعدد المتابعين ولا بعدد الصور في المناسبات، بل بما يحققه من أثر ملموس واستدامة وشفافية. المؤسسات الجادة تعمل بصمت وتترك بصمة، أما الوهمية فتُحدث ضجيجًا بلا نتيجة.
لقد آن الأوان لتفعيل الرقابة والحوكمة في هذا القطاع، وتكثيف الوعي لدى الجمهور حتى لا يقع ضحية “المنظمات الوهمية” التي تتقن فن الخداع تحت لافتات العمل الخيري والاجتماعي.



