الموت المؤقت

أ/ سمير الفرشوطي
كيف تحول الجوال إلى شبح يهدد تربية أطفالنا في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بوتيرة مذهلة،
نجد أنفسنا أمام ظاهرة غريبة تستحق التأمل والدراسة ، إنها ظاهرة الموت المؤقت الذي يتسلل إلى حياة أطفالنا عبر شاشات صغيرة نحملها في جيوبنا.

نعم، نتحدث عن الهواتف المحمولة، تلك الأجهزة التي تحولت من وسيلة اتصال بسيطة إلى عالم متكامل يجذب الصغار ويبعدهم عن واقعهم.
الجوال: سارق الطفولة الخفي لم يعد الجوال مجرد أداة للتواصل، بل أصبح بوابة إلى عالم افتراضي يسحب الأطفال بعيدًا عن الواقع. إنه
يسرق لحظات اللعب الحقيقي والتفاعل مع الأقران – يقلص وقت التعلم والاكتشاف في العالم الحقيقي يحل محل الحوار الأسري ويضعف الروابط العائلية
التحدي الأكبر للآباء التربية في عصر الرقمنة يجد الآباء أنفسهم في مواجهة تحدٍ غير مسبوق. فبينما يسعون جاهدين لتربية أطفالهم وفق القيم والمبادئ السليمة، يواجهون منافسًا شرسًا
الجوال كمربٍ بديل يتعلم الأطفال عادات وسلوكيات من مصادر خارجية غير موثوقة.
غياب الرقابة الفعالة
الآباء قد يصلحون سلوك الطفل، لكنهم غالبًا ما يغفلون عن مراقبة تفاعله مع الجوال.
تضارب القيم ما يتعلمه الطفل من الجوال قد يتعارض مع ما يحاول الأهل غرسه فيه.
الموت المؤقت للتربية والتعليم عندما نسمح للجوال بأن يكون المصدر الرئيسي للمعرفة والترفيه لأطفالنا، فإننا نسمح بحدوث ما يمكن وصفه بـ الموت المؤقت للتربية والتعليم التقليديين. تتراجع أهمية المدرسة والمعلم في نظر الطفل تضعف مهارات التواصل الاجتماعي المباشر يفقد الطفل القدرة على التركيز لفترات طويلة في العالم الحقيقي
نحو إحياء التربية في العصر الرقمي لكي نتغلب على هذا “الموت المؤقت
علينا أن نتخذ خطوات جادة : وضع حدود واضحة، تحديد أوقات وقواعد استخدام الجوال ، المشاركة الفعالة الانخراط مع الأطفال في أنشطتهم الرقمية وتوجيههم ، تعزيز الأنشطة الواقعية ، ⁠تشجيع اللعب الخارجي والهوايات اليدوية.
التثقيف الرقمي ، ⁠تعليم الأطفال كيفية التعامل بمسؤولية مع التكنولوجيا ،

القدوة الحسنة
أن يكون الآباء نموذجًا في الاستخدام المتوازن للتكنولوجيا في الختام، الجوال ليس عدوًا بحد ذاته، بل هو أداة قوية يمكن أن تكون نافعة أو ضارة حسب طريقة استخدامها
مسؤوليتنا كآباء ومربين هي أن نضمن أن هذه الأداة تخدم أهداف التربية والتعليم، بدلاً من أن تكون سببًا في موتهما المؤقت بهذه الطريقة. نستطيع أن نحول الموت المؤقت إلى حياة دائمة مليئة بالتعلم والنمو المتوازن لأطفالنا في هذا العالم الرقمي المتطور

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button