الناشري : حرية المساحة في العالم الخيالي تضاعف المسؤولية نحو الأبناء 

 

غيداء الغامدي – مكة المكرمة

أكد المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري ، أن حرية المساحة في عالم الإنترنت تضاعف مسؤولية الأسر نحو أبنائها خصوصًا الأطفال اليافعين والمراهقين في ظل تزايد حالات استغلال الأطفال عبر المنصات والعالم الافتراضي على المستوى العالمي ، إذ تسجل يوميًا مشاكل عديدة مرتبطة باستغلال الأطفال.

وقال إن الأطفال بمختلف الشرائح العمرية قد يكونون عرضة للوقوع في براثن بعض المواقع التي يديرها بعض ضعاف النفوس بهدف الحصول على المعلومات والصور الشخصية وغير ذلك ، فالأطفال وبحسن نية يتفاعلون بسرعة مع الآخرين حتى لو كانت الصداقة إلكترونية وعن بُعد ، فلا يتردد في التجاوب لمطالب الآخرين ، وهنا عندما يجد الطفل بأنه وقع فريسة على أيدي العابثين قد يلتزم السكوت خوفًا من رد فعل أسرته ، وهنا يأتي دور الأسرة في أهمية توعية الأبناء ومراجعة سجل المتصفحات التي يقومون بها يوميًا ، وتعزيز الثقة في دواخلهم ، وضرورة تنبيههم على حدود الصداقة والخطوط الحمراء التي يجب ألا يتجاوزوها وتحديدًا في تقديم المعلومات الأسرية والصور الشخصية ، وعدم التردد في إبلاغ الأسرة في حال وجود من يطلب معلومات شخصية أو عند تقديمها بحسن النية للآخرين حتى لا يكونوا عرضة لمشاكل لا يحمد عقباها.

وأضاف: بعد هيمنة الإنترنت تأثرت شخصية معظم الأطفال ، فأصبحوا للأسف يكتسبون الكثير من السلوكيات السلبية والعادات من العالم الافتراضي الذي أحتوى على الصالح والطالح والمفيد والضار كسلاح ذو حدين ، فالمفيد الإيجابي هو تسخير هذا العالم في الأمور المفيدة التي تنعكس إيجابًا في التعلم واكتساب المهارات وتنمية القدرات ، لا في أمور ضارة ومهدرة للوقت .

وتابع : الأمر الآخر الذي يجب أن تدركه الأسر هي الألعاب الإلكترونية التي يحبها الأطفال ، إذ يجب حث الأبناء على اختيار الألعاب الجيدة وليس التي تدعوا إلى العنف والعدوانية والتدخين ، فجميع هذه الأمور قد تجعل الأطفال يقلدون كل ما جاء في الألعاب ، وكم من القصص التي سجلت بسبب اكتساب الأطفال العنف والعدوانية من الألعاب الإلكترونية.

ونوه أن ساعات قضاء الأطفال وراء الأجهزة قد زادت كثيرًا في ظل تعدد المنصات والألعاب الإلكترونية ، في وقت أوصت جمعية الأطفال الأمريكية أولياء الأمور والأسر بتحديد عدد ساعات التعرض لوسائل التكنولوجيا للأطفال كل يوم، وبما لا تزيد عن ساعتين للأطفال ما بين 5 – 18 سنة، والذين دون الرابعة من العمر يجب ألا يتعرضوا نهائيا لهذه الوسائل، مثل التلفاز والكمبيوتر وألعاب الفيديو الالكترونية أو الأجهزة اللوحية .

وحذر الناشري جميع الأطفال من السهر وراء الأجهزة لكونه يسبب “الحرمان من النوم” الذي يترتب عليه الكثير من المشاكل، فعدم الحصول على ساعات كافية من النوم يستنزف قدرات الفرد العقلية ويعرض صحته الجسدية للخطر، إذ ربطت العديد من الدراسات قلة النوم بعدد من المشاكل الصحية، من زيادة الوزن إلى ضعف جهاز المناعة، فالجسم يحتاج إلى النوم تماماً كما يحتاج إلى الهواء والطعام ليعمل في أفضل حالاته، ففي أثناء النوم يشفي الجسم نفسه ويعيد توازنه الكيميائي، وبدون ساعات كافية من النوم لن يعمل الدماغ والجسم بشكل طبيعي، الأمر الذي يؤدي بدوره أيضاً إلى انخفاض جودة حياة الشخص بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى