النشاط الطلابي… من الشعارات إلى الإنجاز

 

الدكتور :رشيد بن عبدالعزيز الحمد

في ظل سعي وزارة التعليم لتجويد العملية التربوية، يبرز النشاط الطلابي كأحد أهم محركات التميز في المدارس. هنا قراءة نقدية بنّاءة لتجربة الوزارة بين التخطيط والتنفيذ، وما تحتاجه لتتحول من الشعارات إلى الإنجاز.

فالنشاط الطلابي ليس ترفاً تربوياً ولا وقتاً يُستهلك على الهامش؛ بل هو روح المدرسة ومحرك التعلم النشط. ولطالما رددتُ عبارة أؤمن بها: “مدرسة بلا نشاط، كمدرسة بلا روح”.

وزارة التعليم أدركت أهمية النشاط، فسعت لإدخاله في صميم العملية التعليمية عبر خطوات واعدة، منها: إدراج الأنشطة في دليل الخطط الدراسية، تخصيص 5% من الجدول الأسبوعي، إعداد أدلة متخصصة للرياضة والفنون والعلوم والكشافة، وإصدار أدلة للفترات اللاصفية حول القيم والذكاء الاجتماعي والأمن السيبراني. كما تم اعتماد رائد النشاط رسمياً في نظام “نور”، وتوزيع المهام على جميع المعلمين.

خطوات مهمة… لكنها بقيت حبراً على ورق. فالميدان لم يُمكَّن من التطبيق الفعلي، وغابت الكوادر المتخصصة، وأُلقي العبء على مديري المدارس، مع تفاوت كبير في القناعة والاهتمام. النتيجة: خطط طموحة، لكن دون أثر ملموس.

التجارب أثبتت أن النجاح ممكن. فمدارس الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، حين وضعت خطة مزمنة وواضحة، تحوّل النشاط فيها إلى واقع حي، وانعكس إيجاباً على الطلاب والمعلمين معاً.

اليوم نحتاج إلى أن نتعامل مع النشاط الطلابي كـ استثمار استراتيجي في بناء الإنسان. والمطلوب ليس مزيداً من الأدلة والتعاميم، بل:

•   خطة وطنية مزمنة وواضحة.

وبهذا نحقق الأهداف من وجود هذه الخطة الداخلية للمدارس ويتيح لجميع المدارس العمل على منهج واضح في جميع الأنشطة بمختلف مسمياتها سواء كانت ثقافياً أو رياضياً أو فنياً أو اجتماعيا أو كشفيا ويصبح العمل ملموس في جميع مدارس المملكة والجميع يعمل وفق خطة واضحة ومزمنه

•   تمكين كوادر متخصصة في النشاط.

•   آليات متابعة وتقييم تقيس الأثر الحقيقي لا مجرد تقارير.

عندها فقط ينتقل النشاط من خانة الشعارات إلى ميدان الإنجاز، ليصبح رافعة حقيقية لجودة التعليم، ومصدراً لإطلاق طاقات الجيل الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com