“النصيحة مسؤولية.. فابدأ بنفسك أولًا

 

بقلم لمياء المرشد

قبل أن تبادر بنصح الآخرين، قف لحظة وتأمل: هل أنت خالٍ من العيوب؟ هل بلغت الكمال الذي يؤهلك لتكون حكمًا على غيرك؟ كثيرون في رمضان يندفعون في تقديم النصح والتوجيه، ظنًا منهم أنهم بذلك ينشرون الخير ويهذبون الآخرين، لكنهم يغفلون عن أن كل إنسان يحمل داخله عيوبًا ونواقص، وربما كان في حاجة إلى إصلاح ذاته قبل أن يوجه غيره.

النصيحة في جوهرها فعل نبيل، لكنها تفقد قيمتها إن لم تكن مقرونة بالتواضع والرحمة. فمن ينصح عليه أن يدرك أنه ليس وصيًا على الآخرين، بل هو شريك لهم في رحلة الحياة، كلنا نخطئ، وكلنا نبحث عن الصواب، والفرق ليس في من يوجه ومن يُوجَّه، بل في من يملك الوعي ليبدأ بإصلاح نفسه قبل أن يسعى لإصلاح غيره.

قد يرى البعض في أنفسهم أهلية للنصح لأنهم أكثر علمًا أو تدينًا أو تجربة، لكن الحقيقة أن الإنسان مهما بلغ من المعرفة سيظل ناقصًا، وما يبدو له خطأ في غيره قد يكون لديه مثله أو أعظم، لكنه لم يلحظه بعد. لهذا، كان من حكمة السلف أنهم حين ينصحون، كانوا يفعلون ذلك بتواضع، خشية أن يقعوا في نفس الزلل الذي يحذرون منه غيرهم.

إن أجمل ما في النصيحة أن تكون نابعة من قلب صادق، لا يبحث عن إثبات التفوق، بل عن نشر الخير بمحبة ورحمة. فقبل أن تنصح، تأمل نفسك، حاسب ذاتك، وأصلح ما تستطيع، وحينها فقط، سيكون لكلامك أثر، لأنك ستكون قدوة حقيقية، لا مجرد صوت يعلو ليقيِّم الآخرين من برجٍ عالٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى