الهاشـتــاق ..وعيٌ أم انسياقٌ ؟؟!

الكاتبة:أميرة عبدالله المغامسي .
في زمن تسوده السرعة ، وتُختزل فيه القضايا الكبرى ب” وسمٍ ” أو كمصطلحٍ دارجٍ : ” #هاشتاق ” بات كل شيء قابلًا أن يتحول إلى ” ترند ” مجرد أن يشتعل يحدث انفجارًا رقميًا من التفاعل والمشاركات عبر المنصات الرقمية سواء على منصة ” X” أو السناب أوالتيك توك والانستغرام يتخذ أنماط عدة أبرزها :
1- وسمًا إنسانيًا لشخصيةٍ هامةٍ ، أو حادثةٍ ، أو أزمةٍ طارئةٍ (حروب ، زلازل ، فيضانات…):
يأخذ مظهر التضامن الإنساني والتفاعل بالمشاركات والدعوات أو المواساة على سبيل المثال : وسمًا لحملات إغاثةٍ إنسانيةٍ عبر مراكز مصرح لها ،بهدف تخفيف معاناة ، تقديم الدعم لمتضررين كوسوم الأزمات والحروب (#غزة ، # سوريا و #اليمن )، ووسوم ٍتخلق تحركاتٍ حقيقيةٍ كعتق رقبةٍ ، أو تبرعاتٍ لتقديم خدماتٍ صحيةٍ لأمراض الكلى والكبد ….وغيرها ، تحدث انفجارًا رقميًا في التضامن والتعاطف اللا محدود ، هذه الوسوم تحتاج للدعم المستمر ، تحتاج أن تنمو على أرض الفعل ، فمثلها لا ينتهي بانتهاء الهشتاق ، وإن كان بعضها يستمر فترة بسيطة وينتهي إلا أن غالبها مستمر ، حيث أظهرت وعي المسؤولين الذين استطاعوا أن يمنحوها الاستمرارية ، من خلال إيجاد المنصات المخصصة للحالة ، وتوثيق النجاحات عبر المؤسسات الإعلامية ، والبرامج ، والبودكاست . غير مشاركة المؤثرين : كالمؤثر فايز المالكي وحرصه الدائم على دعم وسومٍ نمت على أرض الواقع ، جسّد بدعمه وأفعاله نموذجًا مشرفًا للمؤثر المسؤول ، وقس عليها الكثير من (# الوسوم ) مما لا يمكن حصره حققت نجاحا لافتًا وانتشارًا واسعًا . خلقت أثرًا مجتمعيًا حقيقيًا .
2- وسمًا لا ينبع من وعيٍ بل هو مجرد انجرافٍ خلف موجةٍ دون فهمٍ وإدراكٍ :
كتقليد أغنيةٍ بحركاتٍ معينةٍ يحصد تفاعلٍ واسعٍ ، كترند ” Dammi un grrr ” شارك فيه المشاهير والعامةُ و من لا يؤمن بها ، غالبًا التزامًا للبقاء على المنصة . هو نوع من الترند يكون فيه انسياق أعمى لاستعراض محتوى فارغٍ ينحدر فيه الذوق العام تدريجيًا ، ويصبح سباق تقليد ونسخة مكررة من نسخ لا تنتهي .
3- وسمًا مجهول المصدر لشخصٍ قد يكون مشهورًا أو مشهورةً للتشهير ؟!..
ترى فيه زخمًا رقميًا ، يظهر فجاءة دون معرفة بأهدافه وخلفياته ، مليئا بالنقد الجارح والتشهير والسخرية ، يعد وسمًا مؤذيًا ، المؤلم أن البعض يشارك دون سوء نية إنما انسخ وشارك ، في مثل هذا الوسم تعد المشاركة بالتغريد أو الإعجاب بالذم نوع من الغيبة ” ولا يغتب بعضكم بعضًا ” ، إلا في حالة الدفاع عن الإساءة بمنشور أو مقطع توعوي يحذر من الغيبة أو التتبع .
الإسلام يحث على الستر وعدم تتبع العورات ” ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ” . ” ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته ” .
من الطبيعي عزيزي القارئ أن تظهر موجات من الترندات التافهة أو المثيرة للجدل ، لكن دورنا كأفراد واعين :
• لا تكن صدى لما لا تعرفه افهم أولًا القضية
• عدم التفاعل معها أو نشرها .
• لا تساير أي موجة ليس لها قيمة فنية أو فكرية
• اصنع البديل من محتوى هادف .
رسالة :
ليس كل ماهو شائع يستحق المتابعة . أحيانًا الصمت عن وسمٍ مسيء هو أعلى صوتٍ للوعي .