الوفاء في زمن المصالح

بقلم | معلا السلمي

في زمنٍ باتت العلاقات تُقاس بالأرقام، والمواقف تُوزن بالمصالح، لا يزال بيننا رجال يثبتون أن الأصالة لا تُقاس بما في الجيب، بل بما في القلب. رجال إذا ضاقت بك الدنيا، وسدت في وجهك الأبواب، وجدْتهم يسندونك لا يسألونك.

الشهامة ليست مالًا ولا مكانة، بل مبدأ يولد مع الإنسان الصادق. هي في من يمد يده بالعون وهو في حاجة، ويختار الكلمة الطيبة وهو قادر على اللوم. هي موقف لا يُعلَّم في الكتب، بل يُزرع في النفوس الأصيلة التي تعلّمت أن الكرامة ليست أن تأخذ، بل أن تعطي وقت العسر.

ما أحوج مجتمعنا اليوم إلى إحياء هذه القيم النبيلة التي شكّلت هوية الإنسان السعودي الأصيل، قيم المروءة والنجدة والوفاء. فالمواقف العفوية التي تُظهر شهامة الرجال هي التي تخلّد الأسماء، وتُعيد إلينا الإيمان بأن الخير لا يزال في الناس مهما تغيّرت الظروف.

الرجولة الحقيقية لا تُقاس بصوت مرتفع أو مظهر متصنّع، بل بموقفٍ صادق في لحظةٍ صعبة. ومهما تطورت الحياة، ستظل هذه القيم عنوانًا للإنسان الكريم، وسندًا للمجتمع في وجه قسوة الزمن.

إننا اليوم بحاجةٍ إلى أن نُعيد للوفاء مكانته في نفوسنا، وأن نتذكر أن المواقف لا تُشترى بالمال، بل تُكتَب في سجلّ الإنسانية بأفعالٍ صادقة لا تُنسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com