“اليوم العالمي للرجل احتفاء بمعنى الرجولة وشموخها”

بقلم الكاتبة / د. وسيلة محمود الحلبي*

يحتفي العالم أجمع بمعنى الرجولة وشموخها ومكانة الجل العظيمة ودوره الفعال في المجتمع. حيث يصادف التاسع عشر من نوفمبر كل عام مناسبة للاحتفال باليوم العالمي للرجل الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الأدوار المهمة التي يؤديها الرجال في المجتمع، والتحديات التي تواجههم في مختلف جوانب الحياة.

في اليوم العالمي للرجل نتوقف لنتأمل مكانته العظيمة ودوره الفعّال في المجتمع. إنه اليوم الذي نحتفي فيه بمعنى الرجولة الحقيقي؛ تلك القيم التي تجمع بين القوة والرحمة، الحزم والمرونة، والشموخ والتواضع. فمنذ الأزل والرجل يشكل دعامة أساسية في بناء المجتمعات، إنه الأب الحنون، والزوج السند، والأخ الصديق، والابن البار. ويمتد دوره ليشمل جميع جوانب الحياة.

في الأسرة نجده صمام الأمان الذي يعمل بلا كلل ليضمن لأسرته حياة كريمة ومستقرة، فهو الداعم الذي يزرع في أطفاله الثقة ويمنح شريكته القوة. ويقف على خط فاصل بين احتياجات أسرته وأحلامه الشخصية، وعليه أن يكون القائد الذي يوجه السفينة نحو بر الأمان، فكل خطوة تتطلب منه تخطيطًا دقيقا، وكل قرار يحمل مسؤولية نجاح الأسرة أو تعثرها، ورغم كل هذه التحديات، يظل الرجل واقفا، شامخا وبين المسؤوليات والعمل والأسرة، يضع أحلامه الخاصة جانبا كونه لا يملك وقتا كافيا لها.
وفي مختلف مجالات العمل يواجه الرجل ضغوطا لا تنتهي المنافسة الشرسة، والمطالب التي لا حدود لها. ويُنتظر منه أن يكون المحترف الذي لا يخطئ، والقائد الذي لا يتراجع. وبين أعباء العمل وأحلامه المهنية، نراه مستمرا رغم التعب لأن الرجولة الحقيقية تعني له الصمود. ويبرز دوره في الابتكار والإبداع، وتحقيق الإنجازات التي تسهم في رفاهية المجتمع وتقدمه. وفي المجتمع تظهر رجولته في حماية الضعفاء، والوقوف مع الحق، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.

وفي رحلة الحياة الطويلة، يواجه الرجل تحديات لا تعد ولا تحصى، تحديات تصقل معدنه وتكشف عن جوهره الحقيقي. إنه المقاتل الصامت، الذي يحمل على عاتقه مسؤوليات بحجم الجبال، ويمضي بثبات رغم الرياح العاتية التي تهب من حوله في كل اتجاه. ويضع المجتمع على عاتقه توقعات لا حصر لها فعليه أن يكون قويا في كل لحظة وثابتا أمام الأزمات ويصبح التحدي الأكبر هو مواجهته للضغوط النفسية والقلق من الفشل.

في “اليوم العالمي للرجل” نشكر الرجال في حياتنا على كل ما يبذلونه من جهد، سواء بالكلمات الصادقة أو المبادرات البسيطة، ولا بد من نشر الوعي حول القيم التي تمثل الرجولة الحقيقية، من قيم وأفعال تُظهر معدن الإنسان الحقيقي، حيث أن الرجولة الحقيقية ليست في رفع الصوت، بل في إعلاء الحق، وليست في السيطرة، بل في القيادة بالحكمة، كما أن الرجولة ليست كلمة، بل قصة تكتب كل يوم بأفعال عظيمة وحب عميق.

شكرا أيها الرجل لأنك أبي، وأخي، وزوجي، وإبني، وزميلي في العمل، شكرا لأنك القوة والحنان، شكرا لأنك العزم والشموخ شكرا لأنك منارة الأمل، شكرا لكل خطوة خطوتها لتبني لنا عالما أفضل.
تحية شكر وتقدير لكل الرجال.

• سفيرة الإعلام العربي
• كاتبة ومستشار إعلامي
• عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى