بريق أمل
رحمه أحمد الشهري
الحياة ما هي إلا لحظات مُزجت بالفرح والحزن والألــم والسعادة،
هذه الحياة العجيبة التي مُلئت بشتى المغريات قد تصبح في نظر أحدنا
لا قيمة لهـا، وهـذا مـا حصـل مـع أحب إنسانة إلى قلبي بعد أمي، إنها
أختي التي كانت ترى الحياة عبارة عن بستان مليء بالأزهار الجميلة،
فهي تقطف أجملها، وتغرد مثل عصفور جميل اللحن، تزوجت وكأي
فتاة عاشت أيامًا جميلة ولحظات لا ينقصها سوى طفل يملأ أركان
بيتها بالضحكات، مرت الأيام، ور ُ زقت طفلة أشبه بالقمر، فرحت
بوجودها كثير ً ا، وكانت ترى في وجهها الأمل والسعادة، كانت تعُد
الدقائق والساعات لتراها تبتسم وتتحرك وتنطق شفتاها بأجمل كلمة
قد تسمعها أم كلمة (ماما).
مر َّ ت الأيام وبدأت جوهرة حياتها بنطـق بعض الكلمات البسيطة،
وكذلك بدأت بالحركة، فرحت أختي واستبشرت وكادت تطير من
الفرح، ولكن ذلك الفرح لم يستمر، وتلك الكلمات الجميلة
بدأت بالتلاشي والضعف، وبـعـد أيـام فـقـدت الحواس الواحدة
تلو الأخرى، وكانت أختي في حالة من الذهول الذي لا يعلمه إلا
الله، ولكنها تمالكت نفسها محتسبة ما يحصل لها عند الله، ومرددة: «لا
حول ولا قوة إلا بالله».
بحثت لها عن علاج داخل البلاد وخارج، ولكن لا جدوى، فقد
وقف الطب عاجز ً ا حائر ً ا أمام ما أصابها من بلاء. كادت أختي أن
تيأس، وكرهت الحياة بكل ما فيها، وأصبحت في نظرها لا قيمة لها،
ولكن تذكرت قدرة الله في كل شيء، فاسترجعت ونظرت إلى السماء
قائلـة: «ربي إني أرى بريق أمــل فــلا تحرمني إياه». وما زالت تبحث
عن حلمها وأملها في أن ترى ابنتها تتحرك وتتكلم.
ما أجمل أن يمتلئ قلب المؤمن بالأمل رغم الألم