بساطة الحياة واختلاف الموازين

ثامر الوثيري – حفرالباطن

 – الكلفة قطعت الألفة.

– جمال الحياة ببساطتها.

 عندما يجتمع الناس على الميسور والجود بالموجود، بدون تكلف أو إسراف، كانت حياتهم جميلة ببساطتها لأنها مبنية على الألفة والتقدير والاحترام، وكان القدر بالصدر وليس بالقِدر.

 كان يجمعهم فنجان قهوة وبيالة شاي، الأكل القليل يكفيهم، والصحن الصغير يشبعهم.

 لم تأكل أعينهم قبل بطونهم، الشك بينهم زائل، فكان مجتمعهم مترابطًا ومتلاحمًا.

التغيرات وتأثيرها

 وعندما اختلفت الموازين، ودخلت علينا عادات وتقاليد جديدة منها التباهي بما يُقدم من المأكل والمشرب والملبس في المناسبات، والاهتمام بالكماليات حتى أصبحت تضاهي الأساسيات، حتى أصبح كثير من الناس يستدين ليواكب هذه الظاهرة التي جرفت وأكلت اليابس قبل الأخضر.

قصة أصدقاء

سوف أذكر لكم قصة أصدقاء جمعتهم الدراسة في مراحل التعليم العام ثم الجامعة.

وبعد التخرج من الجامعة، وانشغل كل منهم بالوظيفة والأسرة والمشاغل الحياتية، وطالت مدة عدم رؤيتهم لبعضهم.

اقترح أحدهم أن يكون هناك اجتماع في منزل أحدهم نهاية كل أسبوع (الويكند)، يسمرون ويأخذون أخبار بعضهم، وتكون الضيافة غير مكلفة: قهوة وشاي فقط.

 وبدأت الدورية تمر عليهم جميعًا، وكانت من أسعد أيامهم، وكانوا ينتظرون هذا الاجتماع نهاية كل أسبوع.

وتمر الأيام والشهور، وفي أحد اجتماعات نهاية الأسبوع، اجتهد من كان عنده الاجتماع، وزاد على الضيافة المعتادة صحن حلوى حسن نية وإكرامًا لضيوفه.

 والذي أتى بعده بالضيافة اضطر أن يكرم ضيوفه أكثر من صديقه الذي قبله، وأصبح كل من كان عنده الضيافة يزيد صحنًا.

 فكثرت الاعتذارات عن الحضور، ومع الوقت زادت الصحون وقل الأصدقاء.

نتائج وخيمة ؛

وتوقفت الجمعة والدورية الجميلة بسبب صحن حلى

 قد لا نكاد نرى اجتماعًا أو حضور مناسبة صغيرة أو كبيرة إلا بها كلفة زائدة على المضيف والضيف، فأصبحت عادة أن الضيف يأتي بضيافته معه أو لا يحضر تلك المناسبة بسبب الكلفة الزائدة لكثرة المناسبات والاجتماعات، فهذه الكلفة..
تسببت بقطع العلاقات والاجتماعات

ونصيحتي لأحبتي

أن نلتزم بالوسطيه في جميع شئون حياتنا لأن ديننا الإسلامي يدعونا إلى الوسطيه والأعتدال لا افراط ولا تفريط ونضع الأمور في ميزانها الرباني التي حثنها عليها نبينا محمد صل الله عليه وسلم .

دمتم بود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى