“بين البدر والسيف”

بقلم:عبدالعزيز عطيه
أحببتُها والحبُّ في قلبي وَجَلْ
كالنارِ تخنقُني وإنْ جاءَ الأملْ
لمّا رأيتُ خطاها تمشي نحونا
كالسَّيلِ يجرفُ في طريقِهِ الجبَلْ
يا وجهَها بدرٌ على ليلِ المنى
لكنْ وراءَ البدرِ سُحْبٌ تَنهملْ
عيناكِ بحرٌ… إن رَمَيتُ بِمَركَبي
غَـرِقَ الفؤادُ وأَغرقَ المَوجُ السُّبُلْ
قد جئتُ من صحراءِ أيّامي عطشًا
فإذا بوصلكِ مَوجُ ملحٍ لا يَزُلْ
كمْ في هواكِ من الجمالِ جَـرَحتِني
فالعِشقُ سيفٌ ما رَحِمْ يوماً وَقَـلْ
أمشي إليكِ وفي خطايَ رَعشةٌ
كالمستجيرِ من الضياءِ إلى الظّللْ
يا زهرةً نَمتِ الفصولُ بحضنها
لكنْ جَناها في الشفاهِ هوَ العَسَلْ
يا ليتني لم أفتحِ القلبَ الذي
أضحى رهينَ الحُبِّ، ضاعَ لهُ الحَجَلْ
إن كنتِ قدراً جئتِ تمشي نحوهُ
فالقلبُ يُسلِمُ… وهوَ يعلمُ ما نَزلْ
كم قلتُ: إنّ الحبَّ نعمةُ عاشقٍ
حتى وجدتُ النعمةَ الكبرى الوَغَلْ
أخشى اللقا كيلا أفارقَ بعدَهُ
فالخوفُ ظلٌّ في طريقي لا يَزُلْ
إنْ غِبتِ عنّي، ضاعَ في الليلِ الصّدى
وإذا حضرتِ، فالصّدى فيَّ اشتعلْ
قلبي كتابٌ، والهوى قد خطَّهُ
لكنْ على صفحاتهِ دمعٌ سَكَلْ
يا ليتَ قلبي لم يذقْ شهدَ الهوى
فالآنَ كلُّ مذاقهِ صِرفُ الوَسَلْ
أدنو إليكِ، فأستعيدُ مخاوفي
وأعودُ من بينِ الأمانِ إلى القَلَلْ
أهوى بقاءكِ في حياتي معجزةً
لكنّني أخشى المعجزةَ إذا اكتملْ
قد أرتجي وصلاً… ولكنّي أرى
أنَّ الفِراقَ هوَ النجاةُ منَ القَتَلْ