بين الهدوء والخذلان… هناك مزاج يستحق الحماية

 

بقلم لمياء المرشد

في زحمة الحياة، ننسى أن “الراحة النفسية” ليست رفاهية… بل ضرورة.

الركض خلف التفاصيل، والمبالغة في التفسير، والانشغال بما لا يُغيّر شيئًا، كلّها أمور تنحت في أرواحنا بصمت، وتُبدّد المزاج الطيّب الذي نحاول جاهدين الحفاظ عليه.

 

الوصول إلى مزاج هادئ يشبه كثيرًا الوصول إلى ميناء بعد عاصفة.

هو حالة لا تأتي صدفة، بل تُصنع. تُبنى بتجاهلٍ مدروس، وبترتيب الأولويات، وبالابتعاد عن كل ما يكدّر الروح ولو بقدر بسيط.

 

لا يعني المزاج الرايق أن الحياة تخلو من المتاعب، بل يعني أنك أصبحت تختار متى تُفكّر، ومتى تتجاوز، ومتى تبتسم فقط لأن الحزن لا يليق بك.

تختار أن تهمّش بعض الأحداث، لا لأنها غير مؤثرة، بل لأنك قررت أن “أنت” أهم من كل ذلك.

 

خذلان العلاقات، تقلب المواقف، كلام الناس، المبالغة في حسن النية، كلها أمور تتكرر، لكنك لست مُلزمًا بالوقوف عندها كل مرة.

مرّ مرور العابر، واحتفظ بسكونك. لأن سلامك الداخلي لا يُقاس بكثرة الانتصارات، بل بقلة الاستنزاف.

الذين يظنون أن التعمق في كل شيء هو وعي، لم يجرّبوا جمال البساطة… أن تمرّ دون تحليل، أن تستمع دون الحكم، أن تُعطي دون انتظار.

أن تحمي قلبك، وتحسن الظن بنفسك، وتدرك أن الراحة النفسية قرار لا يُفرض… بل يُنتزع.

احتفظ بمزاجك الطيب.

لا تضع الأشياء في غير مقامها، ولا تمنح من لا يقدّر مساحة من قلبك.

وأدرك دائمًا أن من يُربكك أكثر مما يُريحك، لا يستحق أن يُقيم في عالمك لحظة.

 

فكل ما يأخذ من صحتك… لا يستحقك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى