تأمل:الحمار الهارب يتوج كبطل شعبي

كل قصة خلاص ونجاة هي قصتنا الشخصية، مرآة صغيرة لانكساراتنا وأحلامنا

متابعات:عبدالعزيز عطيه 

ليست كل القصص البطولية تبدأ بسيف… بعضها يبدأ بحافر!

 في لحظات خاطفة من الحرية المجيدة، فرّ “إيد” الحمار الوحشي من سجنه ذي الأربعة جدران، حيث كان حيوانًا أليفًا لدى إحدى العائلات في ولاية تينيسي.

مُسطرًا مشهد نهاية قصته البطولية في عقولنا متأرجحًا في السماء بعد القبض عليه، مختتمًا قصته التي امتدت لثمانية أيام ملأها بالشجاعة والمقاومة. كُتبت عنه القصص، ورُسمت له اللوحات، وخلّده الفنانون كـ”حمار لا يهاب شيئًا” ! 

ليش نهتم بالخبر؟

في وسط الزحمة، والمسؤوليات، والكرف، قد تأتي قصة حمار وحشي لتعيد ترتيب المعمعة، وتكون هي كل ما تحتاجه لنتذكر أن حتى أبسط الكائنات قادرة على أن تقود مصيرها، وأن تكون هي السفينه.. والرياح .. والبحر بأكمله !

 

نظرة إلى الخلف 👀

على مدار الـ ١٣٠ سنة الماضية، أكثر من ٩٠ نوعًا مختلفًا من الحيوانات فرّت هاربةً من حدائق الحيوان أو الأسر إلى العالم الخارجي. بعض الـ(النحشات) كانت بسيطة وعابرة، لكن ١ من كل ٥ حيوانات هاربة لم يُعثر عليها أبدًا، في هذه الحالة يُقال أنهم وجدوا الملاذ في أحضان الطبيعة وعاشت في وئام و سلام!

الرابط العجيب🔗

الهاربون من الأسر يشتركون في شيء جوهري: رغبة أصيلة في اختيار مصيرهم. تمامًا كما يركض الحمار الوحشي نحو المجهول، نحن أيضًا نركض هربًا من قفص الوظيفة، التوقعات، أو حتى الصورة التي لا تشبهنا. 

كلنا نبحث عن حريتنا بطريقتنا.

في حالة خاصة..

“ديزل” حمار صغير هرب أثناء تدريبه في عام ٢٠١٩ راعيه فقد الأمل في ملاقاته وسلّم أن ديزل (ودّع).. لتحدث المفاجئة الكبرى بعد خمس سنوات! فقد رصد ديزل سعيدًا وسط قطيع من الأيائل في براري كاليفورنيا، يعيش أخيرًا حياته الحقيقية البريّة..

 

ليش نحب هذه القصص أصلًا؟

ربما لأنها تمنحنا ما نفتقده: أمل بأن التغيير ممكن، وأن القيد ليس قدرًا. لأننا حين نرى كائناً يهرب، نرى جزءًا منّا ينجو. نردد في قلوبنا ” لن نستسلم للآلام!”

الصورة الكبرى 

كل قصة خلاص ونجاة هي قصتنا الشخصية، مرآة صغيرة لانكساراتنا وأحلامنا .. تعنينا و إن كانت عن حيوان بري، تهمس لنا كتذكير بأننا لسنا وحدنا من نقاوم.. لسنا وحدنا من نفتش عن انتماءٍ أصيل.. و قد تكمن الخطوة الأولى للنجاة، هي أن نركض بصدقٍ نحو ما نبحث عنه !

 

المصادر:

 williamsonsource ,usatoday

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com