تابوت النكران
المدينة المنورة- سمير الفرشوطي
نكران الجميل ينتشر في العالم ويتفوق على ثقافة الصداقة في عالم يبدو أن المصالح الشخصية أصبحت أولويته، يشهد المجتمع تحولًا كبيرًا في قيمه وثقافاته فنكران للجميل لم يعد مجرد ظاهرة فردية، بل أصبح سمة مشتركة تنتشر في أوساط المجتمع، مهددةً بذلك أسس الصداقة والعلاقات الإنسانية
ومع تصاعد المصالح الشخصية لم تعد العلاقات الإنسانية تُبنى على أسس الثقة والاحترام المتبادل، بل أصبحت مجرد وسيلة لتحقيق المصالح الشخصية
وفي هذا السياق، لم يعد للإخلاص والوفاء مكان، حيث يتم التخلص من العلاقات بمجرد انتهاء فائدتها.
لذلك وداعًا للصداقة في ظل هذا الواقع الجديد، حيث يبدو أن مفاهيم الصداقة التقليدية أصبحت من الماضي الأصدقاء لم يعودوا شركاء حياة، بل باتوا مجرد أدوات لتحقيق الأهداف. ومع انتشار هذه الظاهرة، يتساءل الكثيرون عما إذا كان بإمكاننا استعادة تلك القيم الجميلة التي كانت تميز العلاقات الإنسانية.
إن ثقافة نكران للجميل باتت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فبدلاً من تقدير الجهود والمساعدات، أصبح النكران هو الرد الشائع، مما يضعف الروابط الاجتماعية ويزيد من عزلة الأفراد ويتساءل البعض إن كانت هذه الظاهرة هي نتيجة للعصر الرقمي الذي نعيش فيه، حيث أصبحت العلاقات السطحية هي السائدة
في النهاية، يبقى السؤال: هل يمكننا إحياء قيم الصداقة والإخلاص في زمن أصبحت فيه المصالح الشخصية هي الحاكم الرئيسي؟ أم أن نكران الجميل سيظل هو السائد؟