تجربتي في التعليم

بقلم أميمة عبدالله الأحمدي / المدينة المنورة
في اليوم العالمي للمرأة، أجد نفسي أعود بذاكرتي إلى كل محطة من محطات رحلتي الطويلة في عالم التعليم، رحلة بدأت بشغف وانتهت بإنجازات حفرت أثراً عميقاً في مجال التعليم والتدريب. اليوم لا أحتفل فقط بكوني امرأة، بل أحتفل بما حققته كامرأة قادت التغيير، وألهمت الآلاف من المعلمين والمعلمات في جميع أنحاء الوطن العربي.

من معلمة إلى ملهمة: صناعة الأثر في التعليم

رحلتي في التعليم تمتد لأكثر من 30 عامًا، حيث بدأت معلمة للغة الإنجليزية، لكن شغفي بالتعليم لم يتوقف عند حدود الفصل الدراسي. كنت مؤمنة بأن التعليم هو أداة التغيير الأقوى، وأن المعلم إذا امتلك الأدوات الصحيحة، فإنه قادر على بناء أجيال من المبدعين. من هنا، انطلقت في رحلة تطوير الذات، حتى أصبحت مدربة معتمدة مستشارة تعليمية ، أشارك خبراتي مع زملائي المعلمين والمعلمات، وأساعدهم على استكشاف إمكاناتهم.

مبادرة “كلنا خبراء”: نقطة التحول

كان تأسيسي لمبادرة *”كلنا خبراء” محطة فاصلة في مسيرتي. المبادرة لم تكن مجرد فكرة، بل كانت مشروعًا متكاملاً يهدف إلى تأهيل وتمكين المعلمين في العالم العربي. خلال أربع سنوات ، استطعت من خلال هذه المبادرة تدريب أكثر من 3000 معلم ومعلمة، ناقلة إليهم خلاصة تجربتي في التعليم والتقنية. واليوم، أفتخر بأن “كلنا خبراء” أصبحت مرجعًا للعديد من المعلمين في المنطقة.

التقنية في خدمة التعليم

وعندما أدركت أن التقنية هي المفتاح لتطوير التعليم، وجهت جهودي نحو تدريب المعلمين على استخدام أدوات مايكروسوفت في التعليم. لم يكن الأمر سهلًا، لكن الشغف والالتزام قادني لتدريب أكثر من 15,000 معلم ومعلم على استخدام التكنولوجيا لتحسين مخرجات التعليم. وقد كان هذا الجهد محل تقدير عالمي عندما حصلت على لقب Microsoft Fellow، وهو تكريم يعكس الأثر العميق الذي تركته في مجال دمج التقنية في التعليم.

منصات التقدير: جوائز وشهادات تكريم
النجاح لا يأتي دون اعتراف. فوزي بجوائز مرموقة مثل جائزة الأداء المتميز في المدينة المنورة و جائزة الداتاثون التربوي الخليجي من مكتب التربية العربي هو تأكيد على أن ما أقدمه في مجال التعليم له أثر حقيقي. كما أن تكريمي من قبل إدارتي للتقديم و التنافس مع زملائي في دول الخليج لنيل شرف المعلم المبدع لجائزةخليفة للتعليم هو شهادة على أن جهودي في تمكين المعلمين لم تمر دون تقدير. هذه الجوائز ليست مجرد إنجازات شخصية، بل هي انتصار لكل امرأة تعمل في مجال التعليم وتؤمن بقوة التغيير.

المشاركة في الإلهام: صوت المرأة في التعليم

كوني ملهمة للآخرين هو أعظم إنجاز لي. عندما قدمت عدة لقاءات في بانوراما أف إم للحديث عن مستجدات التعليم و الدعوة للمشاركة في بودكاست”حجازيات”ضمن مشروع”ملهمة”، شعرت بأن رحلتي لم تكن عبثًا. ان الحديث عن تجربتي في التعليم، وكيف نجحت في مواجهة التحديات، هو رسالة لكل امرأة بأن القوة تكمن في الاستمرار والإيمان بالقدرة على التغيير.

اليوم أحتفل بإنجازاتي كامرأة صنعت الفارق
اليوم، في اليوم العالمي للمرأة، أحتفل برحلتي التي بدأت كمعلمة وانتهت كقائدة في مجال التعليم. أفتخر بكل معلم ومعلمة شاركوا في دوراتي، بكل طالب تعلم على يدي، وبكل فكرة نقلتها لتصبح شعلة تنير طريق الآخرين.

أنا اليوم لست فقط معلمة أو مدربة، بل أنا امرأة صنعت أثرًا في قلوب وعقول آلاف المعلمين والمعلمات. لأن المرأة عندما تؤمن بقدرتها على التغيير، تصبح قوة لا يمكن إيقافها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى