تُغنّي جدّتي

بقلم /أفراح مؤذنه

تُغنّي جدّتي

من فم الريح
تُغنّي جدّتي
نشيدًا لا يُفهَم،
لكنّه يُوقظُ الملح في العين.

تُغني
“كلّما دقّ الهوى الباب،
قلت: ذا المحبوب جاءني.
الهوى والباب كذاب،
ما يريد إلا امتحاني.”

تقول:
الزمن لا يسيرُ مستقيمًا،
بل يلتفّ
كالنارِ في بُخورِها.
تُغني
“احنا سرينا معانا القبول
سبعُ مجامر علينا تدور .”

كانتْ تزرعُ في كفّي
السُّكبَ والفلَّ،
تُغني له
“يا سكب أخضر تعجبني غروسك
الماء تحتك وامطر فوق روسك”

“سوقتْ سوق امعارضة بعت فلي
وأهل امبيوت امطارفة يهتف لي”

قالت:
ستحتاجين إليها حين تعبرُين
كوكبًا لا ظلَّ فيه..

أنا الآنَ هناك.
الكوكبُ صامتٌ،
والأقمارُ مكسورةٌ
كأساورَ نحاسيّةٍ على صدرِ غجريّة.

أفتحُ الحقيبةَ…
والعُشبةُ تنبض.
صوتُ الجدّةِ يخرجُ
دافئًا كأنّه أملٌ قديم.

لكنّي فقدتُ حاسّةَ الشمِّ، وتذوّقَ الرائحة
منذ نصف عام.

ظلَّ عبقُ السُّكبِ والفلّ عالقًا،
حتّى تيبّسا …
وضيّعتُ الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com