جمعية صقور طريف….
بقلم : نجاح بنت لافي الشمري
الحدود الشمالية ـ رفحاء
في قلب محافظة طريف الواقعة في منطقة الحدود الشمالية، برزت جمعية صقور طريف للبحث والإنقاذ والإغاثة كواحدة من أهم المبادرات التطوعية التي تجسد قيم المواطنة والمسؤولية المجتمعية. منذ تأسيسها، حرصت الجمعية على أن تكون عونًا للناس في أوقات الأزمات، وذراعًا تطوعية فاعلة في مختلف مجالات الإنقاذ والخدمة المجتمعية كما تسعى جمعية صقور طريف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي،
حين تشتدّ العواصف، ويضيع الأمل بين الرمال والظلام، يخرج من صمت الصحراء صوت لا يعرف اليأس… صوت صقور طريف، يرفرف بأجنحة العزم، ليسوا جنودًا في جيش نظامي،لكنهم يحملون قلوبًا لا تعرف التراجع، يتنقلون بين الوديان والتلال،بحثًا عن مفقود، أو نجدة محتاج، هكذا تصنع الجمعيات العظيمة
في كل نداء استغاثة، يولد معنى جديد للتطوع، وفي كل مركبة عالقة، تنبت نخوة، وفي كل نظرة شكر من عينٍ نجَت… الطريق طويل… والحرّ لا يُطاق…والرمال تغدر…لكنهم لا يتراجعون،فكل مفقودٍ هو أخ،وكل نداءٍ هو واجب،وكل دقيقة تأخير قد تكلّف حياة. ينمو في صدورهم يقين: “كنّا على حق حين اخترنا هذا الطريق”
كل مركبة علقت في الرمال،كل شخص تاه عن طريقه، كل نداء استغاثة…كان صدى قلوبهم يجيبه قبل أجهزة الاتصال.
في طريف…لا يُقاس التطوع بعدد الساعات،بل بعدد الأرواح التي عادت،وعدد العائلات التي تنفّست راحة،بفضل الله ثم أولئك الصقور. وعندما تجتمع الوطنية بالتطوع،والشهامة بالتنظيم،تولد جمعيات لا تُنسى…جمعيات تنقش أسماءها في وجدان الناس قبل أن تكتبها الصحف.
الجميل في التطوع، أنه لا يُشترى ولا يُفرض بل يولد من داخلك، وهذا ما يميّز صقور طريف كل واحدٍ منهم اختار أن يكون أملًا لا يُطفأ.
كل الشكر والتقدير إلى الكادر الإداري والموظفين في جمعية صقور طريف أخوان وأخوات على ما يبذلونه من جهود مخلصة وعطاء متواصل في سبيل تحقيق أهداف الجمعية وتعزيز رسالتها الإنسانية والوطنية.
لقد أثبتم من خلال التزامكم وتفانيكم أن العمل الإداري ليس مجرد مسؤوليات مكتبية، بل هو ركيزة أساسية في دعم العمل الميداني، وضمان استمرارية الأداء المؤسسي، وتوفير بيئة تنظيمية فعالة تُسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمجتمع
