حديث روحٍ منطفئة

 

فاطمة إبراهيم البلوي

عادي…

أن يموت الطموح حين يختنق في صدرٍ ضاق بكل شيء..

حين تتكاثر الظلال حول إنسانةٍ كانت تُضيء العالم بابتسامتها..

ثم خذلها البشر..

فصار الضوء عبئًا..

وصار الصدق لعنة..

عادي…

أن يخمد الشغف الذي كان يومًا حياةً كاملة..

أن يتحول الحلم إلى فكرةٍ باردة لا طعم لها..

أن تتساوى الأيام..

لا فرق بين صباحٍ ومساء..

ولا بين حياةٍ تُعاش وموتٍ يُؤجل..

أحيانًا لا يموت فينا الأمل فجأة..

بل يحتضر ببطءٍ تحت ركام الخيبات..

تغطيه طبقات من الصمت..

من التبلد..

من اللاجدوى..

ونحن نراقبه يموت..

دون مقاومة…

كأننا نعلم أن النجاة وهم..

وأن العودة لما كنا عليه مستحيلة..

يا رب…

كم مرة حاولت أن أعود؟

كم مرة ناديت الحياة فلم تجب؟

حتى الدعاء صار صعبًا..

والكلمات لا تصل..

وكأن بيني وبينك جدارٌ من تعبٍ لا يُرى..

 

لم أعد أريد شيئًا…

لا فرحًا..

ولا وعدًا..

ولا انتظارًا جديدًا..

أريد فقط أن أسكن..

أن أصمت..

أن أرتاح من كل هذا الضجيج الذي في صدري..

لقد تعبت روحي يا الله…

تعبت من المحاولة..

ومن الحلم..

ومن التظاهر بأن كل شيء سيكون بخير

وهو لن يكون..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com