حلمي فيك طفلٌ تعدّى حاجز الصمتِ

عبدالعزيز عطيه العنزي
في زوايا روحي، رسمتُ لكَ حُلمًا. لم يكن حلمًا عاديًا، بل كان طفلاً. طفلاً يحملُ في عينيه ألفَ حكايةٍ، وفي صمتهِ ألفَ سرٍّ.
كم تمنيتُ لو ينطق، لو يكسرُ حاجزَ ذاكَ الصمتِ العميق الذي كان يلفّه. كنتُ أترقبُ كلَّ همسةٍ، كلَّ إشارةٍ، كأنني أبحثُ عن خيطٍ يوصلني لعالمِهِ.
واليوم، يا لهفةَ القلبِ! لقد تعدّى ذلكَ الطفلُ حاجزَ الصمتِ. لم يعد مجردَ صورةٍ صامتةٍ في خيالي، بل أصبحَ نغمةً، حديثًا، فيضًا من الكلماتِ. تجاوزَ كلَّ مراحلِ السكونِ، وأزهرَ بالكلامِ. صارَ ينسجُ لي قصصًا، يروي لي أحلامًا، يملأُ فراغَ روحي بصوتِهِ.
هذا هو حُلمي بكَ، طفلٌ نطقَ بعدَ طولِ صمتٍ، ليُعلنَ أنَّ أجملَ الأشياءِ قد تتأخرُ، ولكنها حينَ تأتي، تأتي بكلِّ ما فيها من جمالٍ وصوتٍ وحياة.