حنانُ الصديقِ الوفي… بلسمُ الروحِ ومرآةُ القلبِ الصافي

بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
الصديقُ الوفيّ هو الأخُ الذي لم تلده الأم، والرفيقُ الذي يجمعك به الحبُّ في اللهِ ربِّ العالمين، والوفاءُ في المواقف، والصدقُ في المشاعر. حنانه يختلف عن سائر أنواع الحنان، لأنه نابعٌ من صفاءِ المودّة ونقاءِ القلوب.
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67]
في إشارةٍ بليغةٍ إلى أن الصداقةَ الحقيقيةَ لا تُبنى إلا على التقوى، فهي التي تدومُ وتثمرُ في الدنيا والآخرة.
وقال رسولُ الله ﷺ:
المرءُ على دينِ خليله، فلينظرْ أحدُكم من يُخالِل»
[رواه الترمذي].وفي هذا الحديث تأكيدٌ على أثر الصاحب في توجيه حياة الإنسان، وأن اختيار الصديق الوفيّ أمرٌ عظيم لا يُستهان به.
حنانُ الصديقِ الوفيّ يتجلّى في وقوفه إلى جانبك في ساعة الشدة، وفي دعائه لك بظهر الغيب، وفي فرحه لفرحك، وحزنه لحزنك؛ فهو البلسمُ الذي يُخفّفُ ألم الحياة، والمرآةُ الصادقةُ التي تُريك نفسك بلا تزييفٍ ولا مبالغة.
وقال الشاعر: سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها
صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ منصفا
أما العربُ فكانوا يقولون في أمثالهم: «الصديق وقت الضيق»، وهو مثلٌ خالدٌ يُوجزُ معنى الوفاء الذي يميّز الصداقةَ الصادقة.
إن حنانَ الصديقِ الوفيّ من أعظمِ ما يهبُك اللهُ سبحانه وتعالى في دنياك، فمن وُهِبَ صديقًا حنونًا وفيًّا، فقد نال نعمةً لا تُقاسُ بكنوز الدنيا.
✦ هذامقال جهدٌ متواضع، نسأل اللهَ ربَّ العالمين أن ينالَ رضاكم، وإن وُجد قصورٌ فالكمالُ للهِ وحده سبحانه وتعالى.
ولإبداء الملاحظات والتعديلات تكرما: [email protected]