حين أعمى القلب

بقلم – عبدالعزيز عطية

خلاصُ الرحيلِ… لم يعد طريقًا،

بل دائرةٌ تبتلعُ أقدامي،

تدورُ بي نحو ذاتي،

كأني أهاجرُ من ظلي إلى ظلي.

مللتُ…

من اللغةِ وهي تُفسّرني،

ومن الصمتِ وهو يُدافِعُ عني،

ومنّي… وأنا أُعيدُ اختراعي كلَّ صباحٍ

لأخسرني مرّةً أخرى في المساء.

قلتُ: ما عاد ابيك

لكنّ الغيابَ خديعةٌ لغوية،

يُبدِّلُ الأسماءَ فقط،

ويُبقي الوجعَ في مكانه.

آهٍ منك،

يا وجهَ المعنى حين يتخفّى،

يا كائناً يسكنُ الضوءَ ثم يختفي،

يا احتمالَ وجودٍ لا يكتمل.

قلبي أعمى،

يمشي على عتباتِ وهمٍ قديم،

لا يرى النارَ،

لكنّه يشمّ رائحةَ احتراقه،

فيصدّقُ أنَّ الألمَ جرحٌ قديمٌ يتنفّس.

أُحاولُ أن أكتبك خارجَ المفردات،

فتنفجرُ الحروفُ داخلي،

يتساقطُ منها رمادُك،

كأنّ الكتابةَ لم تكن

إلّا طريقةً أخرى للبكاء.

ما بيني وبينك…

ليس حبًّا،

بل نُقطةُ التقاءٍ بين زمنينِ

لا يعترفانِ ببعضهما،

وسؤالٌ وُلدَ من صمتٍ،

ولم يجدْ فمًا يقولُه.

وبعد،

يبقى شيءٌ لا يُسألُ عنه،

يعودُ ليلاً كمنسيٍّ في الجيب،

لا يملكُ اسمًا ولا يطلبُ رحمة،

يكفُّ عن الشرحِ… ويبدأُ في الحضور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com