حين خذلتني الكلمات

 

بقلم الكاتبة: منيره لافي الحربي

بالأمس… في دار المسنين،

وجوه أرهقها العمر، وتعبت ملامحها من الانتظار…

رأيتُ في عيونهم حنينًا يشبه ملامحك،

فارتجف قلبي كما لو أن الزمان عاد بي إليك…

لم أنادِك، خفت أن تخذلني كما خذلني القدر.

تذكّرتُ حين أشعلوا الوشايات بيننا،

من كذبٍ وصفوني بكل مشينٍ… بما ليس فيّ،

وتناقلوا عني الكلمات كأنها حقائق.

ولا يعلمون أن قلبي المرهف لم يحمل يومًا سوى الطيبة،

أنا التي تمضي بصمتٍ لا ترد الأذى بأذى،

تكتفي بأن يراها الله حين تُتّهم بلا ذنب،

وتعلم أن النقاء لا يُفهم دائمًا…

كنتُ فقط أُحبّك بصمتٍ خائف،

كم خذلتني الكلمات التي لم أقلها،

وكم صدّقتَ ما لم يكن…

لكني سامحتُ،

لأني تعلّمت أن الله وحده يرى ما خفي من القلوب،

وأن الحقّ – وإن تأخّر – يبقى نورًا لا تطفئه الوشاية،

وأن الطيّب حين يُظلَم…

يزهر من وجعه نورًا لا يخبو أبدًا.

وحين غادرتُ دار المسنين،

أدركتُ أن الشيخوخة ليست في الجسد…

بل في القلوب التي توقفت عن الحُبّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com