حين يصبح العلاج وجعًا آخر

فاطمة البلوي
المريض حين يدخل المستشفى لا يحمل وجعه وحده..
بل يحمل خوفه..
وقلقه وضعفه..
وما يزيده إنهاكًا ..
أن يُقابل بنظرات جافة..
وكلمات قاسية ..
من أطباء وممرضين وعاملين كان يفترض أن يكونوا عونًا لا عبئًا..
المستشفى..
ليس جدرانًا باردة ..
ولا أجهزة صامتة..
بل روح إنسانية ..
قبل أن يكون مكانًا للعلاج. .فما فائدة دواءٍ يُعطى بيدٍ خالية من الرحمة؟..
وما قيمة علاجٍ يتقدّم على لسانٍ يقطر استهزاء أو لا مبالاة؟..
ليت كل من يقف في وجه المريض
من استقبالٍ ..
أو تمريضٍ ..
أو طب..يدرك أن التعامل الحسن ليس ترفًا..
بل هو حقّ أساسي..
ودواء قد يُنقذ روحًا..
قبل أن يُنقذ جسدًا..
فالمريض لا يطلب المستحيل..
إنما يطلب رحمة تُشبه إنسانيّتكم..
ولطفًا يليق بضعفه..
ومن لم يحمل الرحمة في قلبه..
فليترك المكان لمن هو أقدر على حملها..