خبير جراحات الأطفال : 5 مستويات لتحديد جنس المولود والتصحيح المبكر يجنبهم المعاناة النفسية
غيداء الغامدي – جدة
كشف خبير جراحات الأطفال وتحديد وتصحيح الجنس رئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور ياسر صالح جمال، أن المركز استطاع إجراء 2000 عملية تصحيح للجنس إلى الآن لحالات من داخل السعودية وخارجها منذ افتتاح المركز قبل نحو 41 عاماً،حتى الآن، مبيناً أن الذكورة أكثر، ولكن ليس بفارق كبير، عن التصحيح للأنوثة.
وأشار البروفيسور جمال إلى أن جميع الحالات التي أجريت لها عمليات تصحيح الجنس تأقلموا مع حياتهم الاجتماعية الجديدة، ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، كما يواصلون دراساتهم في مختلف مراحلها.
وبين البروفيسور جمال أنه ليست هناك فئة عمرية في عمليات تصحيح الجنس لأنه عندما يتم اكتشاف وجود خلل أو اختلاط في تحديد الجنس يتم اللجوء إلى المختصين للبدء في التصحيح ، ومن خلال تعاملي مع هذه الحالات فقد تم تشخيص المشكلة وتحديد الجنس في أكثر من 90% من المرضى عند الولادة، وتم إجراء عمليات التصحيح خلال السنتين الأوليين وأقل من 10% حضروا متأخرين وتم تصحيحهم، ونتمنى ألا نرى الحالات التي تأتي متأخرة بل نسعى إلى أن يتم تشخيص هذه الحالات عند الولادة وتصحيحها مبكرا لما لذلك من أثر كبير في نجاح العلاج وتجنيب الطفل من المعاناة النفسية عندما ينشأ في جنس ويتم تصحيحه إلى جنسه الحقيقي.
ونوه إلى أهمية التفريق بين تصحيح الجنس الذي يعني تصحيح بعض الاختلاطات للوصول بالشخص إلى الجنس الحقيقي له سواء كان ذكرا أو أنثى، والتغيير الذي يعني التبديل الكامل من ذكر إلى أنثى أو العكس لمجرد الشعور بالرغبة النفسية في ذلك، ولا يوجد قصور في الجهاز التناسلي الخارجي، وهذا الأمر حرام ولا يجوز، أما التصحيح فجائز، الأمر الثاني أن العقدين الأخيرين شهدا نقلة كبيرة في معالجة هذه المشكلة تشخيصيًا وعلاجيًا لتقدم التحاليل الهرمونية الوراثية وأنواع التصوير الطبي الصوتي والمقطعي الشعاعي والمغناطيسي والمناظير ودراسة الأنسجة التشخيصية، وهناك الكثير من الأبحاث الطبية في هذا الجانب.
وحول أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه الحالات، قال: هناك عدة أسباب رئيسية لمثل تلك الحالات منها الوراثة بنسبة كبيرة، وتناول أدوية أو وجود اختلال في هرمونات الأم تسبب خللا في تكوين الأجهزة التناسلية أثناء الحمل، لذا ينبغي تجنب زواج الأقارب في مثل هذه الحالات لأن ذلك يزيد من فرصة حدوث هذه المشكلة، كما ينبغي عدم تناول الهرمونات وغيرها من الأدوية التي قد يكون لها تأثير هرموني على الجنين ويؤدي إلى خلل في تكوين الأجهزة التناسلية.
ونوه إلى وجود خمسة مستويات يتم من خلالها تحديد جنس المولود تتضمن فحص الكروموسومات والأعضاء التناسلية الداخلية للتأكد من وجود رحم وأنابيب بالنسبة للأنثى أو بربخ ووعاء منوي ناقل للذكر، إضافة إلى الغدد التناسلية من حيث كونها خصيتين خارجيتين أو داخليتين أو وجود المبايض، عدا فحص الشكل الخارجي للجهاز التناسلي كشكل طبيعي أو مبهم، وهو ما يتم الاعتماد عليه في معظم الحالات، ومن ثم تبدأ بقية الفحوصات للتأكد من الجنس الحقيقي والعمل على تصحيحه.
وخلص البروفيسور جمال إلى القول ، إن
تثبيت الجنس هو تثبيت جنس الشخص في جنسه الحقيقي والصحيح ، وهناك بعض الحالات النادرة جداً التي يكون لدى الشخص فيها أنسجة مبيض وخصية وتسمى الخنثى الحقيقي ، وفي هذه الحالات ينظر الى أي الجنسين أقرب من الناحية التركيبية الوظيفية وهنا يثبت في هذا الجنس الأقرب لما يمتلكه من صفات الذكورة أوالأنوثة ، وينبغي الرضى بما قسمه الله وتصحيح جنس المولود عند الميلاد طالما اتفق الأطباء على ذلك ، والأمر الثاني يجب على كل حامل عدم أخذ أي أدوية بدون استشارة الطبيب ويحبذ عدم التزاوج بين اسر بها مثل هذه الحالات .