خذني إليك….حيث يذوب “الأنا” في “النحن”.

عبدالعزيز عطيه العنزي 

خذني إليك، فلم أعد أنا،

أمشي بجسدٍ لا يعرفني،

وعيناي مرآتان مغبرّتان بالذاكرة.

خذني إليك،

فالكون سياج من صمت،

وأنا غريب يفتّش عن نافذةٍ

تعلّمه كيف يطمئن النبض حين يضيء.

خذني إليك،

فأنا سؤال مؤجَّل،

ضائع بين كتبٍ لا تجيب،

ومدنٍ تشبه قبورًا تتنفس أضواءها الباردة.

خذني إليك،

لأدرك أن الحضور أعمق من اللغة،

وأن الحب ليس نصًا يُقرأ،

بل كيانًا يُعاش،

حيث يذوب “الأنا” في “النحن”.

خذني إليك،

فاليقين ليس فكرة،

بل عيونك التي تُبطل سراب الأزمنة،

وتحوّل التيه إلى طريق.

خذني إليك،

قبل أن يبتلعني الصمت،

قبل أن أصير ظلًا يتوارى،

وصوتًا يتفتت في العدم.

خذني إليك،

ففيك ألتحم بوجودي،

وفيك ينتهي الشتات،

وفيك يبدأ الخلود.

خذني إليك،

فالعالم لا يمنح سوى أسئلة متكسّرة،

وأنت وحدك الجواب الذي لا ينتهي،

الفناء الذي ينفتح على البقاء،

والنهاية التي تولد منها بداية أبدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com