خطٌّ على همسات الريح

بقلم: عبدالعزيز عطية
كما يكونُ، يتكوَّنُ ما لا يكون،
بين انكسار الوفاء وتهدّم العطاء،
تُولد الأشياء في فراغها،
وتموت قبل أن نراها.
أخطُّ على همسات الريح حروفًا تتلاشى،
ربما هي أنا، أو ربما أنا مجرد صدى
يلاحق صدى آخر في دهاليز الزمن.
أسأل نفسي: من أنا؟
الراسم أم المرسوم؟
الحلم أم الشبح؟
أم أنا مجرد وهمٍ يتجسّد في فضاء لا يرى نفسه؟
كلُّ شيء هنا يحيا في الغياب،
كلُّ نورٍ يولد من الظل،
كلُّ كلمةٍ تموت قبل أن تُقال،
لكني أكتبها،
لأن الكتابة وحدها تعترف بالوجود.
أتركُ للفراغ أن يبوح بما لم أستطع قوله،
وأتركُ للظلال أن تحمل أسرارها،
لأن الحقيقة،
ليست فيما نراه،
بل فيما يختبئ خلف حدودنا،
في المكان الذي لا يصل إليه الضوء،
في اللحظة التي لا نحس بها،
في الصمت الذي يُعيد خلقنا من جديد.