خوجة : المنصة الوطنية تعزيز لجهود مكافحة السكري والحد من انتشاره في المملكة

غيداء موسى – الرياض

في وقت أطلق فيه المجلس الصحي السعودي ممثلاً في المركز الوطني للسكري منصة وطنية إلكترونية شاملة لاستعراض الأنشطة والفعاليات المتعلقة بهذا الداء لعام 2025، وتعزيز الوعي بداء السكري وتوحيد الجهود الوطنية لمكافحته  ، أكد استاذ الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة ، أن أهمية وجود مثل هذه المنصة الوطنية
يسهم في رفع مستوى الوعي الصحي لدى المجتمع، وتعزيز الوقاية من هذا المرض المزمن الذي يشكل من أهم التحديات التي تواجه جميع مجتمعات دول العالم ، مبينًا أن مخاطر داء السكري لا تتوقف إلى حد المرض بذاته ، بل تمتد إلى مضاعفات تصيب أجهزة أخرى من الجسم كالعينين والكليتين وتلف الأعصاب والأقدام والقلب ، لذا يعد مرض السكري من الأمراض التي تتطلب من المرضى حسن إدارته والتحكم فيه بشكل جيد ، حتى ينعم ويتمتع المصاب به بجودة الحياة بعيدًا عن التعرض لتلك المضاعفات.
وقال البروفيسور خوجة إن ما يهمنا في مرض السكري هو النوع الثاني المرتبط بالسمنة ، فهذا النوع يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ويأتي نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، أو عدم كفاية كمية الأنسولين المنتجة في البنكرياس، نتيجة لعدة عوامل أهمها زيادة الوزن وغياب ممارسة الرياضة، ويطلق عليه أيضًا اسم السكري المكتسب، وغير المعتمد على الأنسولين، أو سكري البالغين ، بينما مرض السكري النوع الأول فهو مرض مناعي ذاتي مزمن إذ يمنع البنكرياس من صنع الأنسولين، وهو هرمون مهم ينظم كمية الجلوكوز (السكر) في الدم.
وتابع: في النوع الثاني من السكري، ينتج البنكرياس كمية طبيعية من الأنسولين وربما أيضًا أكثر من المعتاد؛ ولكنها لا تكون كافية للجسم أو تكون هناك مقاومة من قِبَل الخلايا للأنسولين؛ فلا يعود قادرًا على التأثير فيها؛ وبالتالي إدخال الجلوكوز من الدم لها، ويؤدي هذا إلى تجمع الجلوكوز في الدم وارتفاع مستوياته.
وأردف أن هناك العديد من المضاعفات التي قد تحدث -لا قدر الله- بسبب السكري؛ أبرزها: تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي)، وأيضًا تلف الكلى، وهناك تلف العين (اعتلال الشبكية)، إلى جانب أمراض القلب التاجية، وغيرها من الأعراض الأخرى.
ونصح “خوجة” لتفادي التعرض للسكري المكتسب النوع الثاني، بضرورة الحفاظ على الوزن الطبيعي؛ إذ تشكل دهون البطن خطرًا كبيرًا على الصحة، والمواظبة على ممارسة الرياضة؛ إذ تساعد كل أشكال التمارين الرياضية على منع تطور مرض السكري، بما فيها المشي لمدة 30 دقيقة يوميًّا، واتباع نظام غذائي صحي، والحد من أطعمة الدهون والملح والسكر، والحرص على تناول الوجبات الغنية بالألياف وخصوصًا الفواكه والخضراوات، وتجنب المشروبات الغازية لكونها تحتوي على كمية كبيرة من السكر، واستهلاكها يعني الرفع من مستويات السكر في الدم وتعزيز مقاومة الأنسولين.
يشار إلى أن المجلس الصحي السعودي ممثلاً في المركز الوطني للسكري قد أطلق منصة وطنية إلكترونية شاملة لاستعراض الأنشطة والفعاليات المتعلقة بهذا الداء لعام 2025، وتعزيز الوعي بداء السكري وتوحيد الجهود الوطنية لمكافحته ، وتجسد التزام المركز برفع مستوى الوعي الصحي لدى المجتمع، وتعزيز الوقاية من هذا المرض المزمن.
وتهدف المنصة الجديدة في المقام الأول إلى تسهيل عملية تبادل المعلومات بين مختلف الجهات المعنية بمكافحة داء السكري، وضمان جمع البيانات المتعلقة بالفعاليات والأنشطة ذات الصلة بشكل مركزي ومنظم.
وذكر المجلس الصحي السعودي ان المركز الوطني للسكري يسعى من خلال هذه المبادرة إلى ”تحقيق أقصى درجات التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف، بما يصب في مصلحة تحقيق أهدافنا الوطنية في مجال مكافحة السكري“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى