دراسات تكشف أسرار ” الكركمين ” ودوره في مواجهة الأمراض .. التفاصيل يبلورها الطبيب ضياء 

 

غيدا موسى – جدة

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن الكركم الذي يلقب بذهب الأرض يعتبر من أهم التوابل الشعبية المصنوعة من الجذور أو جذور نبات الكركم لونغا والتي تلعب دورا كبيرا في مواجهة الالتهابات ، إذ استخدم كعلاج عشبي لآلاف السنين في الهند ، فالعنصر النشط في الكركم هو الكركمين والذي يشكل نسبة تتراوح بين 2% إلى 9% من الكركمين، المسؤول عن إعطاء اللون الأصفر المميز للكركم والذي ثبت أن له خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة، مبينا أن التقارير الصحية أشارت إلى أن الكركمين يقلل أيضا من أعراض التهاب المفاصل ويعزز الوظائف المناعية للجسم ويساعد في تقليل المضاعفات القلبية كما قد يساعد في الوقاية من السرطان وعلاجه والسيطرة على متلازمة القولون العصبي ، كما يحمي من حصى المرارة، بالإضافة إلى مساعدته في الوقاية والسيطرة على مرض السكري.

وتابع : دخل الكركم في استخدامات عديدة ومنها بالطبع الطبخ ، إذ أصبح يستخدم في الأطعمة والمشروبات ، وفي الطب التقليدي لعلاج الالتهابات، آلام المفاصل، مشاكل الكبد، الهضم، نزلات البرد ، وفي التجميل عبر دخوله في وصفات طبيعية لتفتيح البشرة، علاج حب الشباب، وتوحيد لون الجلد ، وإضافة إلى ذلك في المكملات الغذائية ، إذ يُباع كمكمل غذائي على شكل كبسولات تحتوي على مستخلص الكركمين.

وأضاف: تعتبر الهند من أكثر الدول المستهلكة للكركم ، ويعد من المكونات الرئيسية في الوجبات الغذائية الهندية، وقد  اكتشف معهد أبحاث السرطان القومي الهندي أن نسبة الإصابات بأمراض سرطان البروستاتا والأمراض الباطنية وسرطان الرئة بين الهنود هي الأقل بين السكان في العالم بسبب استهلاك الكركم بشكل دائم ، فقد أثار الكركم دهشة العلماء لكثرة ما يحتويه من الكنوز والفوائد التي كشفت عنها مختبرات الأبحاث العالمية ، كما نشرت مجلة BMC Cancer عام 2020 مراجعة منهجية عن التأثيرات السريرية للكركمين في تعزيز علاج السرطان حيث تبين أن الكركمين يزيد من فعالية العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي مما يؤدي إلى تحسين وقت بقاء المريض، وزيادة التعبير عن البروتينات المضادة للنقائل إلى جانب تقليل آثارها الجانبية ، وإضافة إلى ذلك

نشرت مجلة السرطانات عام 2024 مراجعة تحليلية عن دور الكركمين في السرطان فاستنتجت ان الكركمين له إمكانات علاجية في أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة، مثل الورم الأرومي الدبقي، وسرطان البروستاتا والثدي، وسرطانات الرأس والرقبة من خلال تثبيطه لمسار PI3K/Akt والذي له دور في بدء نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها وبقائها.

ونوه د.ضياء أن هناك دراسات عديدة أجريت عن الكركمين وكشفت فوائده المذهلة ، ومنها دراسة طبية أجراها باحثون أمريكيون من مركز “أندرسون” للسرطان بجامعة “تكساس إم دى” فى هيوستن وجدوا أن الكركمين يؤثر على خلايا الأورام السوداء وهو أحد أنواع سرطان الجلد ، كما كشفت دراسة ألمانية فعاليته في إعاقة تشكل الأورام الخبيثة قبل ظهورها، وفي إعاقة نموها بعد ظهورها وبخاصة أورام الرئة، كما أبرزت دراسة أجراها باحثون من ولاية ميسوري الأمريكية دور الكركم في التقليل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء بعد سن اليأس، واللواتي خضعن للعلاج الهرموني البديل.

وأكمل أن الدراسات المعملية أكدت أيضا قدرة الكركمين على قتل مستنبتات خلايا اللوكيميا (سرطان الدم)، كما يحد من تطور سرطان الفم واللسان الناجم عن عوامل كيميائية بنسبة تصل 90%، كما قد يساعد مركب الكركمين على الشفاء من السرطان من خلال جهاز المناعة، حيث يحفز إنتاج بعض أنواع الخلايا التي تستنفد لدى مرضى اللوكيميا والورم النخاعي وسرطان المبيض، كما يؤثر على السرطان الناجم عن التدخين، حيث يؤثر على امتصاص أكسيد النيتريك الذي يفرز في الرئة عند تعرضها لدخان السجائر، فيحول دون حدوث التفاعلات التي تصاحب مرض السرطان، كما يوقف التفاعلات الخلوية في الرئة والفم التي تعمل على تنشيط العوامل المسببة للسرطان في دخان السجائر.

وقال د.ضياء إن مجلة الطب الحيوي والعلاج الدوائي نشرت عام 2024 مراجعة لعدة دراسات عن العلاجات المستهدفة للكركمين والتي تركز على فوائده العلاجية في علاج السرطان وصحة الإنسان العديدة، حيث استنتجت انه يمكن أن يعالج متلازمة التمثيل الغذائي والقلق وفرط شحميات الدم والأمراض التأكسدية والالتهابية كما يمكن للرياضيين التعافي بشكل أسرع وأداء أفضل إذا قلل من الالتهاب وألم العضلات الناتج عن التمرين ، كما انه لا تزال الجرعة المنخفضة مفيدة لصحة الفرد، حتى لو لم يتم تشخيصه بحالة صحية ، ومع ان لديه إمكانات كبيرة كعلاج للسرطان ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الجرعة المثلى للدواء القائم على الكركمين والتوافر البيولوجي والفعالية الحيوية.

وأكد د.ضياء في ختام حديثه أنه رغم الفوائد الصحية العديدة للكركم إلا أنه ينصح بعدم الإفراط في استهلاكه فقد يسبب اضطرابات في المعدة عند البعض ، ويُفضل تجنبه في حالات الحمل أو استخدامه بكمية صغيرة ، وقد يتداخل مع أدوية تميع الدم أو أدوية السكري ، كما أن بعض الدراسات أظهرت أن الجرعات العالية من الكركم “خاصة المكملات” قد تسبب مشاكل في الكبد لدى بعض الأشخاص، وبذلك يعتبر تناول 1-3 غرام من الكركم يوميًا في الطعام يعتبر آمنًا ، وفي الطب الصيني ينصح بتناوله في الأمراض الباردة وليست الحارة لأنه يؤدي استخدام الكركم إلى تفاقم الأعراض المرتبطة بالحرارة لذا يفضل استخدام أعشاب مبردة في الالتهابات الحادة الترافقة بارتفاع درجة الحرارة ، وعند استخدام مكملات الكركمين -المادة الفعالة في الكركم – يُفضل استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com