“دعوها فإنها منتنة”

كتبها : راشد بن محمد الفعيم 

حذر الله عز وجل وحذر الرسول عليه الصلاه والسلام ومن بعده الصحابه و التابعين والعلماء وكذلك أنظمه الدوله وجميع الدول من العنصرية الجاهلية ، وهي التفاخر بالأنساب والطعن في الأنساب والتطاول على الآخرين .

وسبب التحذير لخطوره تفشيها في المجتمع الواحد ، وأثرها على تمزيق المجتمع وإثارتها تسبب القتل والدمار في المجتمع. والعاقل اللبيب  والمؤمن الحق تكفيه آية واحدة لنهيه عن الكبر والتعالي على الآخرين بنسبه .

والعنيد المتكبر لو تعرض عليه القرآن كاملا ومثله معه لأصر على عناده ، وكما قال الله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) .

كما نشاهد اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي وكما نعرف عن أناس مستغرقوا في تعظيم القبيلة ، والمؤمن الحق يعلم أنه لم يخلق نفسه ولم يختار نسبه ولا قبيلته ولا أسرته ،  الله عز وجل هو الذي خلقه من القبيلة الفلانية أو الأسرة الفلانية فليس للإنسان دخل في تكوين قبيلته ولا أسرته ولا والده ولا والدته ،  فكيف يتعالى على الناس ويتكبر .

والعجيب الغريب أني كنت أشاهد وأقرأ في وسائل التواصل من الطعن بالأنساب والفخر بها فتبادر لذهني أن هؤلاء أطفال صغار في سن مراهقين ، فاكتشفت فيما بعد وللأسف الشديد أنهم شيبان أعمارهم بالستين والسبعين والخمسين. الحقيقه لا يتفاخر ولا يطعن في نسب الآخرين إلا شخص لم يدخل الإيمان في قلبه .

وللآسف في هذا الزمن نبتت نبتة عجيبة وغريبة وجديدة على المجتمع وهي التفاخر بمن سكن الأول سواء كان في شعيب أو في وادي أو في مكان لا يصلح للسكن ، فيتفاخر على من حوله من الجيران ومن أقاربه وجماعته وأهل بلدته ويحدث الناس بأحاديث عجيبة وغريبة يقرر فيها مسألة أنه أول من سكن هذه البلدة أو المنطقة أو الحارة ويسمي من أتى متأخرا للبلدة والقرية لفو ، ويكثر من قال انتم لفو.

وللاسف إن هؤلاء المتعصبة للقبيلة أو الأسرة جلبت العداوات والقطيعة والمشاكل العظيمة بين الأسر بسبب هذا الجاهل حتى أني سمعت من أحد الأشخاص أنه يحذر من التواصل مع الاسرة الفلانية ، وأنا أعرف جيدا أن بينهم نسب وبينهم قرابة وبينهم صلة .

والعجب الثاني أنهم كلهم من قبيلة واحدة ولكن اختلفت الأفخاذ ويتفاخرون ويتشاجرون ويتباغضون ويتدابرون ويتحاسدون كله من سبب من آثار هذه المسألة ولا يثيرها إلا جاهل أحمق حاسد حاقد حرضه الشيطان وإبليس اللعين على إثاره مسألة أول من سكن ،  وحاقد على المجتمع لا يريد للمجتمع أن يكون مجتمع مترابط متحاب سواء كان على نطاق الدولة أو على نطاق المنطقة أو على نطاق البلدة أو القرية الصغيرة.

الحقيقي لا يثير هذه المسائل إلا فتان مستغرق بالفتنة ويحب الفرقة ولا يحب الاجتماع والوئام ، وهذه أخلاق الجهلة وشياطين الإنس و الأشخاص التافهين لا شغل لهم ولا مشغلة فارغين عقليا ودينيا وأخلاقيا .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( دعوها فإنها منتنة ) أي قبيحة كريهة مؤذية .

فعلا ما أقبح وأنتن ممن يتطاول على الآخرين بشيء لم يفعله ولم يختاره،  إنما اختاره الله له وخلقه نسيبا قبليا فافتخر على الآخرين فكان وضيعا نتنا قبيحا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button