ذكرياتي في التطوع

بقلم: قماش فهد العويدان
محبة العمل التطوعي
يشدّني الحنين، ويهتف قلبي شوقًا لتلك الأيام التي عشت فيها أجمل لحظات عمري؛ أيام التطوع والعطاء، حيث كان الخير دليلي، والأجر من رب العالمين سبحانه وتعالى غايتي.
كنت أخرج للعمل التطوعي بثقة ويقين، أوقن تمامًا أنني أُقبل على عملٍ جليل، هو (العمل التطوعي)، عملٌ خالص لوجه رب العالمين، أبتغي به الأجر، وأخدم من خلاله ديني، ووطني، ومجتمعي.
العمل التطوعي ليس مجرد جهد يُبذل أو وقت يُعطى، بل هو رسالة تُزرع في القلوب، تنبت في كل مكان خيرًا، وتُلهم الآخرين حب العطاء وخدمة الغير.
علّمني التطوع أن الخير لا يضيع، وأن من يغرس المعروف يجني ثماره بركة وسعادة ورضا من الله.
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”.
فما من معروفٍ تُقدّمه إلا ويُحاط به طريقك برحمة، ويُرفَع به البلاء، وتُستجلب به النعم.
لقد علّمني العمل التطوعي أن أكون إنسانة إيجابية في مجتمعي، أزرع الخير حيثما كنت، وأشعر بالرضا الداخلي حين أرى أثر مساهمتي على وجوه الآخرين.
إنه طريق لا يعرف الندم، وسلوك لا يسلكه إلا من امتلأ قلبه حبًا ورحمة.
ما أشد شوقي لتلك اللحظات التي كنت أرى فيها أثر العمل، ورضا رب العالمين يملأ قلبي، وابتسامة الرضا تُضيء وجوه من حولي.
شكرًا من القلب لكل متطوع ومتطوعة…
أنتم نبل هذا الوطن، وروحه الرحيمة، وسنده في كل ميدان.
قال الله تعالى: ﴿وَقُلِ ٱعْمَلُوا۟ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ﴾