رؤية نحو استدامة العمل الخيري والإنساني بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة
بقلم / د. عثمان عبد العزيز ال عثمان
تُسهم الجمعيات الخيرية المتخصصة بخدمة ذوي الإعاقة، خلال هذه الأيام المباركة، في تعزيز العمل الخيري والإنساني بمختلف مجالاته، وذلك رغبةً في تطوير المجتمع، وإسهامًا فاعلًا في حلّ مشكلاته، ودعمًا لفئات ذي الإعاقة عبر برامج توعوية ونوعية مبتكرة، تهدف إلى تحقيق رضا الله تعالى، وخدمة الوطن الغالي بما يليق بتطلعاته.
وفي هذا السياق، تتجلّى أهمية تكاتف القائمين على الجمعيات الخيرية، الذين يحملون فكرًا متميزًا وإبداعًا متقدّمًا، بروحٍ وطنية عالية وسلوكٍ حضاري راقٍ. يسعون من خلاله إلى تطوير الفرص المتاحة واستثمارها بطرقٍ متكاملة وفعّالة، تُسهم في بناء رسالة تربوية وتعليمية تعود بالنفع العميم على المجتمع، مدعومة بمؤازرة أهل الخير والعطاء.
إن العمل الخيري والإنساني يمثل ضرورةً حضارية، ومطلبًا أساسيًا يعكس النهضة التنموية الشاملة التي يعيشها وطننا الغالي في ظل القيادة الرشيدة، رعاها الله تعالى. لذا، يتطلب الأمر تنسيق الجهود وتوحيد المساعي لتوفير خدماتٍ ذات أثرٍ فعّال، تُقدَّم بأقل التكاليف المادية وفي وقتٍ قياسي، بعيدًا عن الازدواجية، مع الحرص على تحقيق التنافس الشريف الذي يعزز جودة الأداء.
يتطلب تحقيق الأهداف الكبرى في مجال العمل الخيري والإنساني وجود اتحادٍ وتكامل بين الجمعيات الخيرية، بما يضمن التعاون المثمر مع الجهات ذات الاختصاص والخبرة، لتقليل المصاريف التشغيلية وتعزيز الابتكار والإبداع في البرامج المقدمة. ومن هذا المنطلق، فإن إنشاء مجمعٍ خيري متكامل يُعَدّ فكرةً عملية وواعدة.
يتضمن المجمع الخيري مرافق مجهزة بكافة الأدوات اللازمة لتمكين الجمعيات من تقديم خدماتٍ متميزة، إلى جانب محلاتٍ تجارية تُخصص عوائدها لدعم النفقات التشغيلية والصيانة، مما يقلل الحاجة إلى الموارد البشرية ويوفر بيئة عملٍ تقنية وعلمية محفزة للإبداع.
ختامًا، ندعو جميع الجمعيات إلى تعزيز العمل الجماعي والتعاون المستدام، لتحقق التميز في أداء مهامها وخدمة أهدافها السامية. فالجمع بين الجهود يثمر نتائج مرجوةً في وقتٍ قياسي، ويُعزّز من جودة الحياة لفئةٍ غالية على قلوبنا.
رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية.
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.
