“راية التوحيد.. في يوم التأسيس تُرفرف بالعز والمجد”

قلم 📝
ماجد المسعودي
عندما تُقلب صفحات التاريخ، تُفتح أمامنا فصولٌ من العزة والصمود، تُكتب سطورها بحبر التضحية، وترتفع راياتها بإرثٍ ممتد منذ قرون. في يوم التأسيس، لا نحتفي بيومٍ عابر، بل نسترجع جذورًا ضاربة في عمق التاريخ، يومٌ أرسى فيه الإمام محمد بن سعود قواعد دولة حملت راية التوحيد، ووضعت اللبنة الأولى لمجدٍ لا يندثر.
على هذه الأرض، حيث قبلة الإسلام والوحي، قامت دولةٌ لم تكن كغيرها، دولة تأسست على عقيدة راسخة، وحكم رشيد، وأمنٍ يحتمي في ظله القاصي والداني. لم يكن تأسيسها مجرد إعلان، بل كان وعدًا متجددًا بأن هذه البلاد ستظل شامخة، تتجذر في ماضيها، وتمضي بثباتٍ نحو مستقبلها.
يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو شهادةٌ على أن العظمة تُبنى بالعزيمة. جيشٌ صمد في وجه الأعاصير، وقيادةٌ رسمت طريقًا للحضارة، وشعبٌ التف حول الراية بقلوبٍ مؤمنة وولاءٍ لا يتزعزع. إنها ملحمةٌ لم تبدأ بقرارٍ سياسي، بل برؤية امتدت لقرون، رؤية تؤمن بأن الوحدة ليست خيارًا، بل قدرٌ لا حياد عنه.
ومع امتداد الأزمنة، لم يتوقف البناء، بل أُكمل على يد رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فجاءت الدولة السعودية الحديثة بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي حمل إرث الأجداد، وأعاد للأرض هيبتها، فوحد الشتات، وأرسى دعائم الأمن، وكتب فصولاً جديدة في كتاب التاريخ.
واليوم، ونحن نعيش في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نرى كيف يتجدد المجد، ويتعاظم الطموح، وتمضي البلاد في مسيرة التحول نحو مستقبلٍ لا يعرف المستحيل. رؤيةٌ تسابق الزمن، تنسج حاضرًا بحجم الحلم، وترسم ملامح دولةٍ باتت لاعبًا رئيسيًا على المسرح العالمي.
في يوم التأسيس، لا نحتفل فقط بماضٍ عظيم، بل نجدد العهد بأن هذه الأرض ستظل محفوظةً بعناية الله، وحصينةً بقوة رجالها، ومنيعةً في وجه كل فكرٍ عنيد. فليكن يوم التأسيس وقفةً تأملية في عظمة تاريخنا، ودافعًا للمضي قدمًا، لأن الأمم العظيمة لا تتوقف عند صفحات الماضي، بل تجعلها جسورًا تعبر بها نحو مستقبلٍ أعظم.