ربيع طيبة… رساله وقصة إنسانية تُروى بالعطاء المستمر

 

تقرير : المحامية : جوهرة سالم المسعدي

في قلب طيبة الطيبة، تنبض جمعية ربيع طيبة كزهرة يانعة تفيض خيرًا وعطاءً، مقدمة نموذجًا رائدًا ومُلهمًا في مجال رعاية مرضى الفشل الكلوي. لم تكتفِ هذه الجمعية بأن تكون ملاذًا طبيًا، بل تجسدت كواحة أمل تُروي ظمأ المحتاجين وتُضيء دروبهم نحو حياة أفضل وأكثر جودة.

ومنذ تأسيسها، وضعت جمعية ربيع طيبة نصب عينيها هدفًا ساميًا توفير حياة كريمة ومستقرة لمرضى الفشل الكلوي. وهذا يأتي من خلال بناء منظومة عمل متكاملة تضمن للمريض حقوقه كاملة غير منقوصة.

وفي حديث مع [أ. يوسف الفارسي ]،أكد على أن “المريض هو محور اهتمامنا، وحفظ كرامته وحقوقه يأتي في صميم عملنا. نظامنا الداخلي ولوائحنا تشدد على مبدأ المساواة وعدم التمييز بين أي مريض، بغض النظر عن جنسيته أو وضعه الاجتماعي أو أي اعتبار آخر. الجميع هنا سواسية، ويستحقون أفضل رعاية واهتمام.”

ويتجلى هذا المبدأ بوضوح في آلية التسجيل والقبول في الجمعية، التي تعتمد على معايير شفافة عادلة تأخذ بعين الاعتبار الاحتياج الفعلي للمريض وأولويته الصحية. كما يحرص العاملون على استقبال المرضى بترحيب وحفاوة، وتقديم المعلومات الوافية لهم ولذويهم حول الخدمات المتاحة وحقوقهم وواجباتهم.

وأشار الفارسي انه لا تقتصر جهود الجمعية على توفير جلسات غسيل الكلى فحسب، بل تمتد لتشمل ضمان جودة هذه الجلسات وتوفير بيئة صحية ونظيفة ومريحة للمرضى. و دعم نفسي واجتماعي وتثقيفي، تُعين المرضى على التكيف مع تحدياتهم الصحية وتعزز من قدرتهم على مواجهة المستقبل بتفاؤل وعزيمة. كما تحرص على توفير الكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة والمدربة للتعامل مع الحالات المختلفة بكفاءة واقتدار.

إلى جانب الرعاية الصحية المباشرة، تولي الجمعية اهتمامًا بالغًا بالجانب النفسي والاجتماعي للمرضى. فهي توفر لهم برامج دعم نفسي واجتماعي تساعدهم على التكيف مع المرض وتجاوز التحديات التي يواجهونها. كما تقدم لهم ولأسرهم الإرشاد والتوعية الصحية اللازمة للتعامل مع متطلبات العلاج والحياة اليومية.

وتتميز جمعية ربيع طيبة بنهجها الشامل والمتكامل في تقديم خدماتها. التي تعكس رؤية الجمعية الثاقبة والتزامها الراسخ تجاه حيث تُرسخ جمعية ربيع طيبة ثقافة الابتكار في صميم عملها، ساعيةً باستمرار إلى تطوير خدماتها وتقديم حلول إبداعية تلبي الاحتياجات المتجددة للمرضى. من خلال تبني أحدث التقنيات وتطبيق أفضل الممارسات، تنجح الجمعية في الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية وتساهم بفعالية في تحسين جودة حياة المرضى وتمكينهم من ممارسة أدوارهم بفاعلية في مجتمعهم. حيث الأثر الإيجابي لجمعية ربيع طيبة يتجاوز حدود الرعاية الصحية الفردية ليُلامس نسيج المجتمع بأكمله. فمن خلال مبادراتها وبرامجها التوعوية، تُساهم الجمعية في تعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكر عن أمراض الكلى وتقديم الدعم للمرضى وأسرهم. إنها بحق شريك فاعل في بناء مجتمع صحي ومتكاتف.

وقد اكد الفارسي أنهم هنا لخدمة المرضى، والاستماع إليهم وفهم احتياجاتهم هو أساس عملنا. لدينا آليات واضحة لتلقي الشكاوى والتعامل معها بشفافية وعدل، ونسعى دائمًا للاستفادة من ملاحظات المرضى لتطوير خدماتنا وتحسينها.”

وإن النظام الذي تتبعه جمعية ربيع طيبة لحفظ الحقوق يتجاوز حدود توفير الرعاية الطبية الجيدة. فهو يشمل الحفاظ على سرية المعلومات: والحفاظ للمرضي بحقوقهم القانونية والصحية والاجتماعية، وتمكينهم من المطالبة بها عند الحاجة.

وتستمر جمعية ربيع طيبة في أداء رسالتها الإنسانية النبيلة، بفضل جهود العاملين والمتطوعين الداعمين، وسخاء المحسنين من أبناء هذا المجتمع الكريم. إنها قصة نجاح ترويها أروقة الجمعية ووجوه المرضى الذين يستمدون منها قوة وأملًا في مواجهة تحديات الفشل الكلوي.

وسوف تظل جمعية ربيع طيبة منارةً تضيء سماء طيبة، ورمزًا للاستثمار والعطاء الإنساني الراقي. وقصة نجاح مُلهمة، تؤكد على أن التكاتف والعمل بروح الفريق قادران على تحقيق المستحيل ورسم البسمة على وجوه من قست عليهم الظروف. فلنكن جزءًا من هذا الربيع الدائم، ولنساند هذه الجهود المباركة لتبقى طيبة واحةً للشفاء والعطاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى