رحلة إلى روحانية المدينة المنورة – اليوم الثالث –

لمياء المرشد ـ المدينة المنورة

كان اليوم الثالث في رحلتي إلى المدينة المنورة مليئًا بالتجارب الروحية والثقافية التي تجمع بين عبق التاريخ وكرم الضيافة. بدأت يومي بزيارة مسجد الجمعة، حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أول جمعة بعد هجرته، ثم انتقلت إلى مسجد قباء، أول مسجد بُني في الإسلام، الذي يبعث في النفس سكينة خاصة. نعم، ورد في فضل الصلاة في مسجد قباء حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة” (رواه ابن ماجه والنسائي وصححه الألباني).

وهذا يدل على عظيم فضل هذا المسجد المبارك، فهو أول مسجد بُني في الإسلام، وزيارته والصلاة فيه من الأعمال التي يُستحب الحرص عليها عند التواجد في المدينة المنورة.

بعدها زرت مسجد بني أنيف، وهو من الأماكن التي تحمل عبق التراث الإسلامي، تلاه المرور على المساجد السبعة الصغيرة، تلك المعالم التاريخية المرتبطة بغزوة الأحزاب (غزوة الخندق)، ومن أبرزها مسجد الفتح، الذي يعكس قوة الإيمان واليقين بالله في أصعب اللحظات.

من روحانية المساجد إلى جمال التلاقي الثقافي، كان لنا شرف زيارة مكتب الأستاذة أمل الملحم، التي أكرمتنا باستضافتنا في منزلها، حيث شعرنا بدفء الترحيب وحفاوة الضيافة التي لا تُنسى.

ثم توجهت إلى مزرعة المربد، حيث اجتمعنا في جلسة حوارية شيقة مع الإعلامي سامي المغامسي. كان النقاش ثريًا بالأفكار الملهمة التي تغذي الروح والعقل.

مع حلول المساء، تلقيت دعوة كريمة من الأستاذة عايشة الجمالي في نادي المبدعون، حيث عشت أمسية ثقافية مميزة تضج بالإبداع والحوارات الثرية.

واختُتم يومي بزيارة إلى المسجد النبوي الشريف، حيث تأملت جمال الروحانية والسكينة في هذا المكان المبارك، تاركة أثراً لا يُمحى في قلبي.

لقد كان يومًا متكاملاً مزج بين الروحانية، التاريخ، والثقافة، وأضاء جوانب متعددة من جمال المدينة المنورة وروعة أهلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى