رحلة عبر الزمن في إقليم الوشم

بقلم: لمياء المرشد
الجمعة – 17 أكتوبر 2025م
تبدأ الحكاية من ضرماء، حيث كانت أولى محطات رحلتنا إلى إقليم الوشم. هناك استقبلنا الأستاذ عبدالعزيز الشعلان بكل حفاوة وترحيب، وكانت ضيافتهم كريمة تعبّر عن أصالة أهل المكان. تناولنا طعام الغداء في إحدى مزارع ضرماء وسط أجواء ريفية تنبض بالبساطة والجمال، فشكرًا لهم على هذا الاستقبال الدافئ الذي يعكس كرم أبناء الوشم.
ومن ضرماء اتجهنا إلى محطةٍ لها مكانة خاصة في قلبي — ثرمداء، مسقط رأسي وعبير ذكرياتي الأولى. ما إن وطئت قدماي أرضها حتى شممت رائحة الأجداد التي لا تزول من الذاكرة، وشعرت بعبق طفولتي في كل زاوية. كانت زيارتنا لقصر العناقر من أجمل اللحظات، حيث قدّم لنا الأستاذ والمرشد السياحي عبدالرحمن الوهيبي شرحًا ثريًا عن هذا المعلم التاريخي، ثم تجولنا في شوارع ثرمداء التي ما زالت تحفظ دفء الماضي وجمال الحاضر.
وبما أن الوقت كان يسبقنا بخطواته، تابعنا رحلتنا إلى القصب، وهناك كانت المفاجأة في “مملحة القصب”، مشهد طبيعي مذهل تتلألأ فيه أكوام الملح تحت ضوء الشمس. المكان لم يكن مجرد مرفق صناعي، بل تحفة جمالية متكاملة، حيث صممت الجلسات الخشبية بعناية لتليق بروعة الموقع. أكثر ما شدّ انتباهي وجود حافظات الماء البارد للزوار كصدقة جارية وضيافة راقية — يا لعظمة هذا الشعب الذي لا ينسى الخير أينما حلّ.
ومن القصب كانت وجهتنا إلى أشيقر، تلك البلدة التي تفيض بالتراث والعراقة. بين بيوتها الطينية وأزقتها القديمة تنبض روح الماضي الجميل. كان أهلها في غاية الكرم والترحاب، يستقبلون الزوار بابتسامة وكرم يليق بتاريخهم. تجولنا في أرجائها برفقة الأستاذ عبدالرحمن الوهيبي الذي زاد المكان حياة بشرحه الوافي، ثم ختمنا الجولة بزيارة مطل أشيقر حيث امتزجت الأنفاس بنسيم الجبل ومنظر الأفق الساحر.
أما ختام الرحلة فكان في شقراء، في سوق حليوة التراثي، حيث جلسنا نرتاح قليلًا بين روائح القهوة العربية ودفء الضيافة. هناك شعرنا بأننا أنهينا رحلة لا تُنسى، جمعت بين المعرفة والتاريخ، وبين سحر الطبيعة وصدق المشاعر.
عدنا إلى الرياض ونحن نحمل معنا يومًا حافلًا بالذكريات والمعلومات، وبالوجوه الطيبة التي جسّدت معنى السياحة بروح الوطن ودفء الانتماء
️ برعاية فريق الإنجازات للإرشاد السياحي.