رحلة قطار العمر
ثامر الوثيري
هذه الرحلة مؤكدة ومجانية وتتحرك بوقتها دون تأخير أو ألغاء تعالوا معنا نتعرف على هذه الرحلة في جميع تفاصيلها ومراحل انتقالها ومن هم ركابها.
تكون الحياة جميلة وسعيدة مهما كانت قاسية بظروفها ، لأننا في هذا الحجز وهذه الرحلة كنا نلعب لاهين سعيدين بين جناح الوالدين وحنانهما ورعايتهما بكل حب ومودة .
نحن نكبر بأعينهما يرقبوننا في كل لحظة وكأننا بستاناً صاحبه ينتظر حصاده ، ونحن بطفولتنا نلعب ونلهو لم نكترث من الحياة ومصاعبها أي شيء ، فالحياة تسير بنا بقطار السعادة والهناء ، في تلك الرحلة والدينا متحملين كل مصاعب الحياة وقطار العمر يسير وينقلنا من رحلة الطفوله إلى رحلة الشباب ، وهم كذلك المسؤولين في تلك الرحلة وهم من يدفعون التكاليف ويتحملون المصاعب وقسوة الحياة.
ومن خلال تلك التكاليف يكون الثمن الصحة والشباب من أبائنا ونحن لا نعلم عن ذلك أي شيء.
وكبرنا وتعلمنا وتوظفنا ثم تزوجنا تحت ظلهما أهتممنا في أبنائنا وألهتنا مشاغل الحياة عنهما وهم يدفعون الكثير من التكاليف من ضعف النظر وعدم القيام بسهولة وبعض الأمراض المزمنة ، ورغم تلك التكاليف لم يقولوا لنا شيء ونحن لم ندرك ذلك بل
زادوا ولعاً و حباً بنا وبأبنائنا كأنهم يرسلون رسائل غير مباشرة بأنهم على وشك مغادرة قطار العمر.
ولم نفهم تلك الرسائل إلا بعد مغادرتهم التى جاءت بكل هدوء وحملنا القطار إلى هذه الرحلة بدلاً منهم وبدأنا ندرك ما كانا يعانيان من تكاليف بهذه الرحلة إلا بعد أن وصلنا لها ووصل أبناؤنا إلى الرحلة التي كنا بها سابقاً.
ومن خلال تلك الرحلات أدركنا سرعة سير القطار ومراحل انتقاله وأدركنا كم هي الحياة قصيرة جداً بين سعادة وشقاء هذا ما يحدث للأباء والأبناء في كل رحلة من مراحل قطار العمر.
دمتم بود.