رحم الله رائد العلاقات العامة الاستاذ عبدالرحمن بن صالح الشثري وأسكنه فسيح جناته

بقلم د.سعود صالح المصيبيح
جاء خبر وفاة الاستاذ عبدالرحمن بن صالح الشثري رحمه الله واسكنه فسيح جناته والذي عمل لسنوات مديرا عاما للعلاقات العامة في وزارة الحرس الوطني مؤثرا جدا نظرا لمكانته وعلاقاته الواسعة وريادته في مجال العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية حيث كان قدوة في الادارة والجدية والتنظيم والأفكار الريادية في خدمة دينه ووطنه ومجتمعه .
وكنا كجيل تخرجنا مع بداية ال 1401 للهجرة وتعين بعضنا في الحرس الوطني محضوضين اذ اتيحت لنا كشباب أن ننهل من علمه وتوجيهاته وجديته رحمه الله . اذ كان السائد في بعض الأجهزة الحكومية التساهل وعدم الانضباط والتهاون مع بعض الموظفين إلا عند أبي هشام فقد كان حازما دقيقا منضبطا يتابع موظفيه ويحثهم على الجدية والإخلاص ولا يسمح بالتهاون والغياب أو التأخر في الدوام وكان هذا مستغرب آنذاك .
ورغم امتعاضنا النسبي كشباب صغار السن من هكذا سلوك إلا أن ذلك أثر كثيرا على نظرتنا للوظيفة الحكومية وأهمية الانضباط والجدية اذ كان سابق لزمانه في بعد نظره وحرصه على التقيد بأوقات العمل والانضباط والجدية والإنتاجية . وكان له فضل كبير علينا بعد الله في اكتساب قيم الوطنية والجدية وحب العمل الامر الذي انعكس على حياتنا الوظيفية لاحقا .
وأشهد له بالله أنني وعدد من زملائي الذين تتلمذوا على يديه كان جزءا كبيرا من نجاحاتنا وتقدمنا في أعمالنا يعود الى تلك الفترة الذهبية .
وقد عملت مديرا عاما للعلاقات العامة والإعلام في وزارتين ضخمتين لسنوات طويلة وهما وزارة الداخلية ووزارة التعليم وكانت مدرسة وتوجيهات الاستاذ عبدالرحمن رحمه الله هي وقود العمل في تلك الفترة.
لقد شاركت في الكتابة في مجلة الحرس الوطني التي كان يرأس تحريرها وقادها الى النجاح والتميز وكلفت بمهام صحفية في بلجيكا وفرنسا والبرازيل وكانت تجارب عظيمة لشاب في مقتبل العمر وقبل ابتعاثي إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
لقد كان حاضرا اسبوعياً في مجلسي الملك عبدالله والشيخ عبدالعزيز التويجري رحمها الله يشرف ويتابع ويقدم مفكري المملكة والعالمين العربي والإسلامي حيث كان يتمتع بعلاقات واسعة سخرها لخدمة دينه ووطنه .
وعرف عنه نزاهة اليد والأمانة والتدين وظل مجلسه في منزله مفتوحا للجميع كما كان ذلك مكتبه في وزارة الحرس الوطني .
ونأمل أن يصدر كتاب عن تجربة الاستاذ عبدالرحمن الشثري رحمه الله الريادية في العلاقات العامة وأن تقام ندوة للحديث عن جهوده وتميز أعماله وأن تسمى احدى قاعات وزارة الحرس الوطني باسمه وتسمية شارع في مدينة الرياض باسمه وبلادنا بلد الوفاء لرجالاتها المتميزين .