رسالة لم تكتب : كلمات عالقة بين القلب والورق
معلا السلمي
كلمات عالقة بين القلب والورق تظل حبيسة الأعماق، تضج بها المشاعر دون أن تجد طريقها إلى الورق. إنها تلك الكلمات التي نتردد في الإفصاح عنها، نخشى من وقعها أو لا نجد الشجاعة لإطلاقها. لكن رغم ذلك، تبقى هذه الرسائل جزءًا منا، تعكس مشاعرنا الحقيقية وما يختلج في أرواحنا.
الرسائل التي لا تُكتب ليست دائمًا نتيجة لضعف أو خوف، بل أحيانًا يكون صمتها أبلغ من أي تعبير. قد تكون اعتذارًا لم يُقدم، أو شكرًا تأخرنا في البوح به.
كم من رسالة اعتذار ظلت عالقة لأن الكبرياء منعنا من كتابتها؟ أو لأننا لم نعرف كيف نبدأ؟
أحيانًا نشعر بالامتنان لشخص، ولكننا نتردد في كتابة رسالة شكر، ربما لأننا نظن أن الوقت قد فات.
الرسالة التي لا تُكتب قد تكون انعكاسًا لصراع داخلي بين الخوف من الردود والأمل في أن تُفهم دون كلمات. نتساءل: هل سيُفهم ما نقوله كما نريده؟ هل ستُحدث رسالتنا تأثيرًا أم ستُقابل بالصمت؟
الرسائل غير المكتوبة تُثقل القلوب أحيانًا، إذ تترك فراغًا داخليًا، وكأننا نعيش مع نصوص غير مكتملة. لكنها في نفس الوقت، قد تكون مصدر قوة، لأنها تجعلنا نعيد التفكير في أهمية الكلمات وتأثيرها.
تبقى الرسالة جزءًا من حوار داخلي، قد يُغذي الإبداع أو يُشعل الأسى.
الرسالة التي لم تصل قد تُترك فجوة في قلب المتلقي، أو ربما يظل ينتظر كلمات لا يعلم أنها كانت ستُكتب.
ليس كل رسالة يجب أن تُكتب، لأن بعض المشاعر قد يكون التعبير عنها أصعب من الاحتفاظ بها. لكن إذا كانت الكلمات تستطيع أن تصنع فرقًا، فإن كتابتها قد تُحدث أثرًا جميلًا.
“رسالة لم تُكتب” ليست مجرد كلمات غائبة، بل قصة كاملة تختصر الصمت والمشاعر والتردد. وبينما تظل بعض الرسائل حبيسة الصدور، تبقى في الوقت نفسه شاهدة على قوة المشاعر التي لا تحتاج دائمًا إلى كلمات