رمزية الخزامى في عنق ترامب.

الكاتبة :أروى الزهراني
ماجستير في الإعلام

منذ لحظة وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، كانت التفاصيل الدقيقة جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي والدبلوماسي، بدءًا من الاستقبال الملكي الذي كان مُحكمًا في كل مشاهده منذ الوصول، وتفاصيل أرضية الاستقبال، وصولًا إلى اختيار ترامب نفسه ربطة عنق بلون الخزامى المُعبر عن هوية السعودية كهوية عريقة يثبت بذلك أنه مُلمّ بالثقافة السعودية، ومُقدّرًا لها..
في حقيقة الأمر ليست هذه التفاصيل بسيطة، كما أنها دلالات عميقة تجسد الكثير من الرسائل الصامتة غير المعلنة في سياق عاديّ، تعكس الوعي العميق بالرمزية في العلاقات بين الدول، ورغبة الضيف في إثبات ذلك بكل اللغات..

اختيار ترامب ربطة عنق بلون الخزامى بدا وكأنه يدخل في نسيج الرمزية السعودية، مما جعل وجوده يتناغم مع الدلالات التي وضعتها المملكة بعناية في تفاصيل الاستقبال.
الألوان في السياسة ليست مجرد عناصر كمالية، بل منافذ دبلوماسية تعبر عن الرسائل غير المباشرة وتُترجم إلى مواقف وقراءات دقيقة،
اللون الخزامى الذي ظهر في ربطة عنق ترامب قد يكون أكثر من مجرد اختيار شخصي، بل إشارة مدروسة إلى حالة التوافق والتقارب السياسي بين البلدين في ملفات مختلفة، إنه بطريقة غير معلنة يصور تفهمًا للبروتوكول السعودي واحترامًا للرموز التي تضعها الدول للتعبير عن هويتها.

في الجانب الدبلوماسي مثل هذه التفاصيل تُقرأ بعناية شديدة، حيث يمكن أن تتحول ربطة عنق إلى جزء من الحوار السياسي دون كلمات!.
زيارة ترامب إلى السعودية تحمل معها أبعادًا متعددة، اقتصادية وسياسية واستراتيجية، لكنها أيضًا كانت تحمل إشارات في مجال التواصل غير اللفظي، حيث كانت الرموز جزءًا من المشهد، جزءًا لاحظته الأعين التي تفهم ما وراء الكلمات، لم يكن اللون الخزامى مجرد اختيار عابر، بل كان تجسيدًا للرسائل المتبادلة بين بلدين يسعيان لترسيخ شراكة ذات أبعاد متعددة برغم الاختلافات، وعندما تجتمع التفاصيل المدروسة مع القرارات السياسية، تصبح الصورة أكثر وضوحًا، مما يجعل لغة الدبلوماسية لغة امتداد توثقها عناصر أبعد من السياسة، فقد أضحت ربطة عنق بلون الخزامى أكثر من مجرد لون، إلى رمز يروي فصل جديد في العلاقات الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى