روض الأمنيات

 

ذبت حتى شفني الكمد …

و الأسى و الوجد و النكد

و اعتراني في الهوى قلق …

فوق ما ألقى و ما أجد

و اشتياق جارف و هوى …

نبضه في الصدر متقد

ثم أودى بي و أحرق من …

مربعي في شؤمه نضد

و انبرى فيه الغزال و قد …

خار في تلويعه الأسد

و هو في أحلى تألقه …

لم يرق لي غيره أحد

إن تجلى في المساء فكا …

لبدر في الأنوار يتقد

زان في دل فأدركني …

سهمه و اشتدت العقد

منذ أن ألقاه في بصري …

خطوه المياس و الميد

باسما و الدر في فمه …

و اللمى و الشهد و البرد

و ابتنى في القلب منزله …

و هو فيه اليوم منفرد

كم زها ليلي برونقه …

و الوفا مني له صفد

ويح قلبي إن تجاهله …

أو خلا من ذكره خلد

و الذي لم يسبه كحل …

في مآقي عينه رمد

و اهتمامي لن يغيره …

في المدى و القوة الأبد

حسبه لما أراق دمي …

لم يكن لي عنده قود

بيد أني ما طلبت سوى …

ما به قد قوم الأود

ها أنا أسعى وليس معي …

غيره رفد و لا سند

شارد الأفكار مغترب …

في الدنا والسعي مطرد

أشتكي ضري و يحرمني …

من منامي الهانيء السهد

بل أنا الصادي إليه و ما …

قال لي يوما متى أرد

و عسى أحظى بلفتته …

ثم في آت له أفد

طامع لا البعد يمنعني …

عنه أو يزري بي الزرد

أو أراني عنه في كلل …

عاثر أسلو و أبتعد

كل محبوب يمل و ما …

خلت أن ينتابني فند

لم أزل و الحب يدفعني …

نحوه للوصل أجتهد

وهو سقمي حين أفقده …

والشفاء الوصل والمدد

والمدى أضحى يحيرني …

مذ غشاني منه معتقد

أسهرت عيناي و انقلبت …

فيه حالي وانطوى جسد

عنه لا أنأى ومن خمدت …

فيه نار أمره بدد

و الذي قلبي يكابده …

ليس لي فيما عليه يد

غير أني قد بليت و ما …

لامني في الحب منتقد

والذي يبدو لمن نظرت …

عينه لم يخفه العدد

و إذا ما جاء أبهجه …

بالسنا و ازدانت البلد

لذ لي في عشقه كلفي …

و انكساري و هو مبتعد

والذي يرضاه من شغفي …

غايتي ما راضه رشد

عله من بعد يرحمني …

في وعود منه تنعقد

هل ترى يسمو به أملي …

فيه و الآمال تعتمد

أم عسى يحنو و يذكرني …

ثم يحبوني بما يعد

و الغد الآتي سيبصره …

في سماه الطائر الغرد

و الهوى تصفو مشاربه …

بالرضا و المهتدي يرد

و الذي ما نال ظل على …

لجة الأوهام يرتعد

ظن ظنا لا يجاوزه …

أنه في الحب مضطهد

كيف أرجو أن أكون به …

هانئا و الكف مقتصد

يا حياة القلب يا قمرا …

في دجى الظلماء يفتقد

أنت روض الأمنيات إذا …

جفت الأيام و الصعد

لا أعد العيش ما ظمئت …

فيه عما تشتهي كبد

لا و لا قد طاب من عمر …

ليس لي في عيشه عضد

و الهوى بحر و تذكرتي …

فيه منك النفع و الزبد

و اللقا أنس و ليس لنا …

غير وصل فيه نتحد

يا غراما كان يبرزني …

في خفايا سره الرصد

فيه ما قد خانني زمني …

أو دهاني دونه حسد

أو هموم أوهنت هممي …

أو نفاني خلفها الأمد

والجفا نأي و ليس لمن …

ذاقه صبر و لا جلد

كيف لي بالبعد عنه وفي …

خافقي من سحره عقد

خذ بقلبي يا معذبه …

نحو ما فيه لنا الرغد

في الدنا نلهو وقد جملت ..

حولنا أثوابها الجدد

ثم نمضي في مناكبها …

و الرياض الخضر ملتحد

أيها المحبوب أين لنا …

ما به في الحب ننفرد

في وصال ظل يرفعنا …

للسما في فضله عمد

 

الطائر الجريح

احمدالمتوكل بن علي النعمي

جازان – حرجة ضمد

29 – 1 – 1446

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button