رومانسيات محمد ثابت شاعر الأمة

بقلم الشاعر/ أحمد سويلم

الرومانسية: هي الشعور بالحب أو الانجذاب القوي بين طرفين، ويبدو ذلك في سلوكيات المغازلة والتعبير عن المشاعر والعواطف، ومبادلة الهدايا والتعبير عن الإعجاب، وتتضمن الرومانسية: العاطفة المتوهجة، والمثالية في جعل الطرف الآخر في مرتبة الملائكة، والمغامرة أي الأفعال المثيرة التي ترضي الآخر والتقدير والاهتمام.
ويجئ الشعر في مقدمة الفنون الإبداعية التي تعبر عن الرومانسية ، فالشاعر يمتلك الحس المرهف، والعاطفة الجياشة، والقدرة على التعبير باللغة، واختيار الكلمات المشحونة بالمعنى، والتي تتسلل إلى الوجدان بلا حواجز ولا أسوار، وبقدر الصدق في التعبير ، يتأثر المتلقي ويسعد بما يسمع، ويزهو بنفسه أنه كان موضوعا في قصيدة شاعر .
واليوم نحن في حضرة الشعر الرومانسي المعاصر، وهذا الإصدار البديع الذي يقدمه لنا الشاعر الصديق (شاعر الأمة) محمد ثابت، وهو جهد ربما لا يقدر عليه الكثيرون، حيث يتميز بخبرات قل أن توجد في إصدارات أخرى.
فقد حرص محمد ثابت على جمع 50 قصيدة من خمسين شاعرًا وشاعرة من المحيط إلى الخليج.
وقد كان موقفه ومعياره في الاختيار الجودة وحدها.
وقد كان حياديا وموضوعيًا، حيث ضم الكتاب ألوان الشعر المختلفة العمودي والتفعيلي، وقصيدة النثر.
ومنح المرأة مساحة تكاد تكون مثل مساحة الرجل، وترك لكليهما الحرية في تقديم القصيدة التي يراها مناسبة.
ثم ها هو يرتب القصائد بحس الشاعر، وتذوق المتلقي، وهذه أصعب وسيلة في ترتيب القصائد، وحرص أيضا على التنوع، فهناك قصائد مباشرة وقصائد غنائية، وقصائد ذات خيال مبالغ فيه، وقصائد مسطحة باردة، إذن هو لا يتدخل في القصيدة، ويترك الحكم للمتلقي.
ومن يقرأ الكتاب.. يدرك مفاتيح الشعراء من خلال العناوين، ومعظمها يدور حول العشق واللقاء والوداع والانتظار والغفران، والحنين والتجلد، وغيرها من مفردات الرومانسية.
ونلاحظ ان الرجل في قصائده يمتلك الحرية والجسارة في التعبير عن عواطفه دون ان يشعر في ذلك بحرج ودون ان يرسم لنفسه حدودًا حمراء كما يقولون.
وعلى العكس للأسف نجد الشاعرات في الغالب، يقبضن على الجمر، ويكتمن البوح، ويخرجن عاطفة غير كاملة، تحكمها الأخلاق والقيم، والحرام والحلال، فتأتي القصيدة ينقصها الدفء والتوهج، بالرغم من اكتساب المرأة حقوقا ودورا لا تقل عن الرجل.
إن المرأة تمتلك نفس المشاعر التي يملكها الرجل، بل تملك أكثر، فلماذا تستحي أن تعبر بصدق عن تلك المشاعر بدلا من كتمها واحراقها في آتون الحسرة الداخلية.
لكن ذلك كله لا يُنقص ولا يقلل من أهمية هذا الإصدار المتفرد الذي يعرفنا على مشاعر الشعراء العرب، في ظل عالم لم يعد يعترف بالرومانسية في ظل التكنولوجيا المتوحشة.
فهنيئًا للصديق الشاعر محمد ثابت على هذا الاصدار البديع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com