سألملم ما تبقى مني.

بقلم: نوره الدوسري
في صخب الأيام، كثيرًا ما نتبعثر ، تتساقط منّا شظايا صغيرة مع كل خيبة، مع كل وداع، مع كل حلم لم يكتمل. نترك شيئًا من القلب هنا، وقطعة من الروح هناك، حتى نظن أننا لم نعد نحن كما كنّا.
لكن في لحظة صدق عميقة مع الذات، ندرك أن ما تناثر لم يكن ضياعًا، بل علامات على الطريق، وتجارب صنعتنا من جديد.
سألملم ما تبقى مني…
ليس لأعود كما كنت، بل لأكون أكثر نضجًا، أكثر وعيًا، وأقوى مما مرّ بي. سأجمع فتات الأمل الملقى بين الذكريات، وأبنيه جسرًا أعبر به نحو غدٍ أرحب.
لم يعد يعنيني أن أبدو كاملًا؛ فالكمال ليس امتلاك كل شيء، بل في القدرة على النهوض رغم الفقد. سألملم ما تبقى مني بالحب، بالإيمان، وباليقين أنني أستحق أن أستمر.
وهكذا، أمضي…
ولو كنت أحمل شظايا متناثرة، فأنا أملك أن أصوغها لوحة فريدة لا تُشبه أحدًا.
لوحة أسميها: حياتي.