سياحة وثقافة في أحضان الطبيعة .. كيان تختتم رحلتها إلى منطقة عسير لصيف 2025

د. وسيلة محمود الحلبي
في لوحة بديعة رسمتها الطبيعة العسيرية، اختتمت جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة رحلتها الصيفية لعام 2025م إلى ربوع منطقة عسير، في برنامج نوعي نظمته الجمعية ممثلة بقسم البرامج والمشاريع، وبمرافقة متميزة من موظفات قسم التواصل.
على مدى أيام الرحلة، عاشت المستفيدات لحظات استثنائية تنقلت بهن بين ألوان الثقافة وسحر الطبيعة وعمق التجارب الإنسانية. ففي جبال المع، كان “كوخ العسل” أولى المحطات، حيث فتحت مناحل الرياحي أبواب عالم النحل المدهش، برفقة النحال يحيى الرياحي، ليكتشف الوفد أسرار الذهب السائل وسط عبق الجبال.
ومن رحيق العسل إلى ألوان التراث، زارت المستفيدات متحف القط العسيري، وتعرفن عن قرب على هذا الفن العريق الذي يزين بيوت عسير بألوانه المبهجة وخطوطه الأنيقة. كما شاركن في ورشة إبداعية ثرية قدمتها الفنانة فاطمة فايع، حيث أبحرن في تفاصيل النقوش الأصيلة وأسرارها الضاربة في جذور التاريخ.
وتأتي هذه الرحلة امتدادًا لجهود جمعية كيان في تنمية وتمكين مستفيديها سياحيًا، حيث تؤمن الجمعية أن التمكين لا يقتصر على التعليم أو التدريب المهني فحسب، بل يشمل تعزيز التجارب الحياتية التي توسع المدارك، وتنمي الثقة بالنفس، وتبني المهارات الاجتماعية. ومن هذا المنطلق، صممت الجمعية برامج سياحية نوعية داخل المملكة، تمزج بين الاستكشاف والتثقيف، ليعيش المستفيدون تجارب معرفية وثقافية تثري هويتهم الوطنية وتمنحهم أفقًا أوسع للحياة.
واختتمت الرحلة بنزهة دافئة بين قمم عسير، حيث الهواء العليل والمناظر البكر التي أسرَت القلوب، لتظل الصور والذكريات حاضرة في وجدان الجميع.
الأستاذة ندى القنيبط، المدير التنفيذي لجمعية كيان، عبّرت عن فخرها بهذه التجربة قائلة:
“رحلة عسير كانت مزيجًا من السياحة والثقافة بروح الفريق الواحد. شكرًا لقسم التواصل – أ. شادن البتال وأ. ولاء عسيري – على الأداء المميز والتنفيذ المتقن، ولإدارة المشاريع والتمكين – أ. هديل الغيلان وأ. ريم البيليخي – على الدعم الفني بروح إيجابية عالية، فقد صنعتم فرقًا وأثرًا جميلاً.”
المستفيدات بدورهن عبرن عن امتنانهن العميق، فقالت صفية عبد الله: “انتهت أجمل رحلة قضيناها بين الطبيعة الساحرة وتعارفنا على أخوات أضفن جمالًا للرحلة، شكرًا كيان من القلب.”
وأضافت أبرار إبراهيم: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله، شكرًا للمشرفات على كل ما قدمن، فقد كانت الرحلة سببًا في التعرف على واحدة من أجمل مناطق وطننا.”
أما هدى عمر فقالت: “الحمد لله كانت رحلة موفقة، مليئة بالمعرفة والثقافة، ونأمل في المزيد من هذه البرامج التي تعرفنا بوطننا الغالي.”
بهذه الكلمات، اختُتمت رحلة صيفية تبقى في ذاكرة المستفيدات، لتؤكد جمعية كيان رسالتها في تمكين الأيتام وفتح آفاق جديدة أمامهم تجمع بين المتعة والمعرفة والاعتزاز بالوطن.