“شاعر المليون” الشاعر حاكم المعلا الشمري في ذمة الله

طلال بن فهد
فقدت الساحة الشعرية والأدبية أحد أبرز وجوهها المعاصرة، الشاعر حاكم مشعل المعلا الشمري، الذي رحل تاركًا وراءه إرثًا غنيًا من القصائد التي لامست القلوب والأذهان. يُعد الشمري من الأصوات الشعرية المميزة التي برزت في العقد الأخير، خاصة بعد مشاركته في برنامج “شاعر المليون”، الذي كان نقطة انطلاق لشهرته الواسعة.
تميز الشاعر حاكم الشمري بأسلوبه الفريد الذي جمع بين قوة المفردة البدوية الأصيلة وعمق المعاني الإنسانية المعاصرة. لم تكن قصائده مجرد أبيات شعرية، بل كانت لوحات فنية تعكس تجارب الحياة ومشاعره تجاه الوطن والحب والفقد. كان قادرًا على صياغة أبيات تلامس وجدان المستمع، وتنقله إلى عوالم من الشجن تارة، والفخر تارة أخرى.
شاعر المليون.. محطة فارقة
حظيت مشاركته في برنامج “شاعر المليون” باهتمام كبير، حيث استطاع بفضل موهبته الفطرية وقصائده المتقنة أن يحجز مكانًا في قلوب الملايين من المتابعين. لم يكن مجرد متسابق يبحث عن لقب، بل كان صوتًا أصيلًا يعبر عن هويته الثقافية، ويقدم شعرًا نبطيًا بأسلوب متجدد، مما جعله محط إعجاب لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء.
إرث من الكلمات الخالدة
ترك حاكم الشمري خلفه مجموعة من القصائد التي ستبقى شاهدة على موهبته الشعرية. ومن أشهر أبياته التي ترددت على الألسن:
”لا تسأليني عن أسباب الزعل.. مدري يجوز نفسي على كثر الجـفا ارتـاحت”
“أو يمكن أني عرفت السر من صغري.. مـا بالحـمـامة حزن..! لو أنـها ناحت”
هذه الأبيات وغيرها تعكس قدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية المركبة بأسلوب سهل ممتنع، يجعله قريبًا من الجمهور ومفهومًا للجميع.
رحيل الشاعر حاكم الشمري يمثل خسارة كبيرة للساحة الثقافية العربية، لكن إرثه الشعري سيظل حيًا، يتردد صداه في قلوب محبيه وكل من تأثر بكلماته. سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الشعر النبطي كواحد من أبرز فرسانه الذين تركوا بصمة لا تُمحى.