شاهين: من الأخطاء الشائعة في الصيف انتظار العطش لتناول “الماء”

غيدا موسى – جدة

أكد استشاري أول أمراض الكلى نائب رئيس لجنة منظمة الصحة العالمية للتبرع بالأعضاء والأنسجة وزراعتها الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين، أن بعض أفراد المجتمع ومنهم شريحة الأطفال ينتظرون العطش لتروية الجسم بالماء ، وهذا سلوك خاطئ ، فالجسم يحتاج إلى الماء حتى لو لم يشعر الفرد بالعطش ، وتزداد أهمية تناول الماء مع دخول الصيف الذي يواجه فيه الجسم مشكلة ارتفاع الحرارة إذا كان الفرد في الميدان .
وقال إن من أخطر السلوكيات الخاطئة التي يلجأ اليها البعض أيضًا وخصوصًا الأطفال اليافعين والمراهقين لتروية العطش هو تناول المشروبات الغازية، إذ إن ذلك لا يفيد الجسم ولا يساعد على تروية العطش كما هو الحال في تناول الماء الذي ينعكس تأثيره إيجابًا على كل أعضاء الجسم وخصوصًا في اتمام العمليات الحيوية داخله ، فمع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف والتواجد في الميدان يفقد الجسم الكثير من السوائل عن طريق التعرق، إذ يتم تبريد الجسم عن طريق العرق الذي ينتجه الجسم، ويعتبر الماء أفضل وسيلة للقضاء على العطش لكونه يمدّ الجسم بما يحتاجه من السوائل والأملاح المعدنية اللازمة، بينما المشروبات الغازية تحتوي على “الكافيين” الذي يسهم في زيادة إدرار البول، مما يعني زيادة خسارة المياه من الجسم، أيضًا لا تعتبر العصائر المعلبة بديلا عن المياه، لكونها تحتوي على سكريات، وبالتالي اكتساب سعرات حرارية عالية.
وتابع أن المشروبات الغازية ترتبط بالعديد من المخاطر الصحية، كما تزيد من فرص حدوث بعض الأمراض في حال توفر بعض العوامل، ومن هذه الأمراض السكري واضطرابات الكليتين، السمنة وغيرها، كما يلاحظ استنزاف الفسفور العالي في المشروبات الغازية للكالسيوم من العظام، وبالتالي فإن النقص الحاد في الكالسيوم يدخل الفرد في دائرة الأمراض ومنها هشاشة العظام.
ونصح د.شاهين أفراد المجتمع بتناول لترين من الماء إذا كان بعيدًا عن الميدان والرياضة التي تزيد من الاحتياج إلى تناول ثلاثة لترات مقسمة على مدار اليوم، للتغلب على مشكلة الشعور الدائم بالعطش مع ارتفاع حرارة الأجواء، ولترطيب الجسم، إضافة إلى تناول الخضراوات الورقية بكثرة كالخس والخيار والجرجير، فهي غنية بنسبة جيدة من الماء، وهذا يتسبب في المساهمة بالحد من الشعور بالعطش، كما نصح بالحرص على تناول الفواكه الغنية بالماء كالبرتقال والبطيخ والعنب والتفاح، فهي تمد الجسم بنسبة عالية من الماء، وتناول العصائر الطازجة المصنوعة في المنزل وغير المحلاة، وتجنب تناول المخللات لأنها غنية بنسبة عالية من الأملاح التي تساعد في التخلص من مخزون الماء في الجسم، وتجنب تناول الأطعمة الحارة فهي تزيد من الشعور بالعطش، وتجنب التعرض لأشعة الشمس لأنها تزيد بشكل كبير في شعور الفرد المستمر بالعطش.
ونوه د.شاهين أن تناول الماء بشكل جيد يضمن عدم إصابة الأشخاص وخصوصًا الأطفال بالجفاف، بينما قد يسبب قلة تناول الماء الشعور بالقلق وسرعة الانفعال نتيجة الجفاف الذي يؤثر على عمل خلايا المخ أيضًا وأعضاء الجسم الأخرى، لذلك فإن شرب الماء يحسن المزاج ويحمي من الاضطرابات الأخرى ، كما أن الجسم يفقد الكثير من السوائل في أنشطته اليومية عن طريق التبول والتعرق، فنقص الماء بنسبة 1-2% يؤدي إلى أعراض صحية مزعجة كالصداع والدوخة والشعور بالإرهاق والتعب، في حين تزداد الأعراض خطورة في حال ارتفعت نسبة النقص إلى 5%، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال وصلت نسبة النقص إلى 10-12% ، فشرب المياه يعد ضرورة لأجسادنا لما له من أدوار رئيسية في عمليات الجسد المختلفة.
وختم د.شاهين حديثه بقوله:
الماء يعد الوسيلة الوحيدة التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي المساعدة على تجديد الخلايا ومنحها الحيوية للقيام بوظائفها على أكمل وجه، فالماء مثل مشروب الطاقة، فهو يعزز الطاقة في الجسم لمساعدته على مواجهة التعب والدوخة، والركود، والخمول، كما أن شرب الماء يوميًا بانتظام بالكميات المناسبة يساعد على تخليص الجسم من السموم والفضلات التي تؤدي إلى الإصابة بالكثير من المشكلات الصحية ، كما يساعد الماء الكليتين على إزالة النفايات من الدم، فإذا لم تحصل الكلى على كمية كافية من الماء، فيمكن أن تتراكم هذه النفايات مع الأحماض، مما يؤدي إلى انسداد الكليتين بالبروتينات المعروفة باسم الميوغلوبين، ويمكن أن يؤدي الجفاف أيضًا إلى تكون حصوات الكلى والإصابة بالتهابات المسالك البولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى