شاولي :” الشواك الأسود ” ليس مرضا جلديا بل جرس إنذار لمقاومة الأنسولين

غيدا موسى – جدة

أوضح طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي ، أن ظهور البقع الداكنة في الرقبة أو تحت الإبطين أو في مناطق الثنيات الجلدية لا يُعدّ مرضًا جلديًا بحد ذاته، بل هو إشارة مبكرة لوجود مقاومة في عمل هرمون الأنسولين داخل الجسم، وتعرف هذه الحالة طبيًا باسم “الشواك الأسود” ، مبينا

أن الخطأ الشائع بين كثير من الناس هو استخدام الكريمات والمراهم الخاصة بتفتيح اللون دون تشخيص السبب الحقيقي، مما يؤدي إلى إهمال المشكلة الأساسية وتأخر علاجها.

وقال إن هذه البقع ( الشواك الأسود ) ليست تصبغات جلدية تجميلية، بل إنذار مبكر من الجسم بأن هناك اضطرابًا في استجابة الخلايا للأنسولين، وغالبًا ما ترتبط بالسمنة أو مقدمات السكري ، إذ تحدث نتيجة زيادة إفراز الأنسولين في الدم، وهذا الهرمون يحفّز خلايا الجلد على التكاثر المفرط، مما يؤدي إلى سماكة واسوداد الجلد في مناطق معينة ، ويكون العلاج بمواجهة السبب الجذري وهو مقاومة الأنسولين من خلال تعديل نمط الحياة.

ودعا د.شاولي إلى ضرورة فحص الأطفال والمراهقين الذين تظهر لديهم هذه البقع، خصوصًا إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن، فكثيرًا من الحالات تُكتشف في مراحل مبكرة من خلال ملاحظة الأهل لهذه العلامات الجلدية ، ومن المهم أن يدرك الوالدان أن البقع الداكنة ليست مشكلة تجميلية، بل مؤشر استقلابي يحتاج إلى تقييم طبي عاجل، لأن الكشف المبكر قد يمنع تطور الحالة إلى داء السكري من النوع الثاني.

وختم د.شاولي بتوجيه مجموعة من النصائح للأشخاص الذين يعانون من الشواك الأسود وهي : مراجعة الطبيب المختص لإجراء تحاليل السكر التراكمي ومؤشرات مقاومة الأنسولين ، تعديل النظام الغذائي عبر تقليل السكريات والنشويات المكررة وزيادة تناول الألياف والخضروات ، ممارسة النشاط البدني المنتظم بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا ، تخفيف الوزن تدريجيًا لأنه العامل الأهم في تحسين حساسية الجسم للأنسولين ، تجنب استخدام الكريمات أو المقشرات ، لأنها لا تعالج السبب الجذري للمشكلة ، فصحة الجلد تبدأ من الداخل، والعناية الحقيقية ليست في تفتيح اللون بل في فهم السبب وعلاجه.