شهر شعبان: نفحات إيمانية واستعداد لاستقبال رمضان

 

بقلم لمياء المرشد

ها هو شهر شعبان يطل علينا من جديد، يحمل معه نفحات الإيمان والبركة، ويذكرنا بقرب شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الذي ننتظره بشوق ولهفة، طامعين في رحمات الله وفضله. ومع دخول أول يوم من شعبان، خاصةً عندما يتزامن مع يوم الجمعة المبارك، نشعر بأهمية هذه الأيام وضرورة الاستعداد لها بالطاعة والعبادة.

شهر شعبان هو شهر التهيئة الروحية، فقد كان النبي ﷺ يكثر فيه من الصيام والعبادة، حتى قالت عائشة رضي الله عنها: “ما رأيتُ النبي ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان” (رواه البخاري ومسلم). فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، وقد قال النبي ﷺ: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم” (رواه النسائي).

بما أن شعبان هو مقدمة لرمضان، فإنه فرصة عظيمة لتجديد الإيمان والتقرب إلى الله، ومن الأعمال التي يستحب الإكثار منها في هذا الشهر الصيام، فهو تدريب للنفس على الصيام قبل رمضان، واقتداءً بسنة النبي ﷺ. كما أن الإكثار من قراءة القرآن يساعد المسلم على الاستعداد لختمه في رمضان، بالإضافة إلى الاستغفار والدعاء، خصوصًا أن ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي يُستحب فيها الدعاء. ومن الأعمال التي تقوي الروابط الإيمانية والاجتماعية صلة الرحم ومسامحة الآخرين، استعدادًا لدخول رمضان بقلوب صافية، وإخراج الصدقات التي تطهر النفس وتزيد من البركة في المال.

يأتي شهر شعبان كمرحلة تمهيدية للانتقال إلى أجواء رمضان الروحانية، فكما أن الرياضي يستعد قبل السباق بالتدريب، فإن المسلم يستعد لرمضان بشعبان، حتى يكون قادرًا على تحقيق أقصى استفادة من الشهر الفضيل. ومن الجميل أن نستقبل هذا الشهر بالدعاء فنقول: اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام، وتقبل منا الطاعات، واغفر لنا ذنوبنا، وارزقنا القلوب النقية والنفوس الطاهرة، واغمرنا بفضلك وكرمك. اللهم آمين.

وقفة……

كل عام وأنتم بخير، وأعاد الله علينا وعليكم رمضان بالخير واليمن والبركات!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى